أضراب المعلمين و أضراب العمال …… ثورة لا تنتهى ضد الظلم

فعلآ , إللى أيده فى الماية مش زاى إللى أيده فى النار

بالتأكيد سمعت عن هذا المثل من قبل , و كل ما يحدث من صراعات و أضرابات عمالية تأتى من منطلق ” إللى أيده فى الماية مش زاى إللى أيده فى النار ” , كنت قد و صلت لقناعة داخلية غير معلنة أننا قد فشلنا , نعم فشلت الثورة و أنتهت و لم يعد فى الأمكان أفضل مما كان , أنتهى الحلم الجميل , لم أستطيع الأنضمام إلى الناس الذين يشعرون بالسعادة لما حققته ثورتنا المجيدة من أزاحة مبارك و سجن بعض رموزه و لم أستطيع الأقتناع أننى حققت الهدف الذى بدأت من أجله الثورة , رغم أنى من المفترض أن أكون فى منتهى السعادة بعد ان كانت أقصى طموحاتى هى أزاحة حبيب العدل , ولكن بعد فى الواقع الثورة لم تنتهى لأنها لم تبدأ فى الأصل يوم 25 يناير , ربما يوم 25 يناير هو اليوم الأشهر و لكن الثورة كانت قد بدأت منذ زمن بعيد و بما أننى كنت من الثوريين الكرويين لم أرصد تلك الثورة من بدايتها و لكن لا أحد ينكر أبطال المحلة الذين أركعوا الحكومة سنة 2008 و الأضرابات و الأعتصامات التى سبقت 2008 , هنا بدأ الثورة المصرية و هذة الثورة لم تنتهى بعد لأن أصحابها لم يحصلوا على حقوقهم بعد .

خرجنا يوم 25 يناير و أستمتعنا أنا و من أمثالى أصحاب الأجور المرتفعة و أظهرنا حبنا لبلد بالأغانى و الشعارات و معظمنا عاد إلى منزله و عمله و هو الأن يدافع عن الأنجاز العظيم بأزاحة مبارك و فى الواقع أصحاب الثورة الحقيقيين لم يحصلوا على حقوقهم بعد , أضراب المعلميين الذى بدأ منذ أيام هو أستكمال للثورة , أضرابات العمال فى المصانع هو أستكمال للثورة , أن أردت أن تعرف ما هى الثورة أرجوك أترك مكتبك المكيف و سيارتك الجميلة و  أترك فكرة ندع المجلس يكمل عمله و لو مؤقتآ و أستمع إلى المدرسيين المضربيين لماذا يضربون و العمال فى المصانع العامة التى تم خصخصتها لماذا يضربون , هل تعتقد أنهم يعشقون الأضرابات ؟ هل تعتقد أنهم يفضلون النوم فى المصنع على النوم فى منازلهم , أرجوك راجع نفسك , هؤلاء ليسوا أعدأ للوطن أو عملاء ممولين من الخارج كما يحب البعض تصديق هذة الأكاذيب ليبرر لنفسه تكاسله عن مساعدة الثورة الحقيقية و أكرر الحقيقية .

عندما يكون مرتبك لا يتجاوز ال 300 جنية و تكون الوزارة مقتنعة تمام الأقتناع أن مشروع كادر المعلم هو الحل المثالى للمدرس المصرى و أنه لا يستحق أن يطالب بزيادة بعد أختبارات الكادر و حصوله على بضع مئات أضافية تكون زيادة 100% أو 200%  , لا أتذكر الأرقام جيدآ و لكن المعلميين يضربون لكى يحصلوا على حد أدنى 3000 جنية فى الشهر من خزينة الدولة و ليس من جيوب الأهالى الغلابة , عندما تصل مدارسنا إلى مستوى غاية فى الدنو حتى أصبح هدف المدرس هو الذهاب إلى المدرسة للحصول على عدد أكبر من الطلاب يضمهم إلى مجموعته التى يقوم بالتدريس فيها خارج أسوار المدرسة فأنه لا بد أن نتوقف و نفهم لماذا يحدث هذا ولماذا لا تفعل الوزارة أى شىء ضد مافيا الدروس الخصوصية , عندما يكون فى الوزارة مناصب بأسم مستشارين وزارة التعليم لا يفعلون شىء أكثر من نقل المناهج الدراسية من سنة إلى السنة التى تسبقها , فتضع منهج تانية ثانوى لطلاب أولى ثانوى و منهج أولى ثانوى لطلاب ثالثة أعدادى و هكذا , أين التطوير التعليمى فى هذا ؟ أين الخبراء التعليميين ؟الذين يحصلون على الاف الجنيهات لتطوير العملية التعليمية ؟

مستوى متدنى للمدارس

مستوى هابط من المناهج

مستوى فاشل للنظام التعليمى برمته

و يأتى بعض الناس و يقولون , نريد ان نكون مثل تركيا أو  مثل أندونيسيا , كيف و أنت لا تملك أصلآ نظام تعليمى , لا فى القطاع الخاص أو القطاع العام و بالمناسبة أحب أن أذكر أن زوجتى كانت مدرسة فى دولة بولندا , من دول شرق أوروبا التى ينظر إليها الأوروبيين على أنها دولة ناشأة , عملت زوجتى فى بعض المدارس الخاصة التى يدفع فيها أولياء الأمور  الكثير من الأموال تصل مصاريف الطالب الواحد فى المدرسة الأجنبية إلى 40000 جنية فى السنة و مع ذلك تؤكد زوجتى أن هذة المدارس لا تتعدى أنها أستثمار لرجال الأعمال المصريين يحصلون عن طريقها على أموال الطبقة الغنية و لا حصل الطلاب إلا على نادى لولاد الزوات لا أكثر ولا أقل , مستوى تعليمى فاشل , تقوم هذة المدارس بمحاولة أستيراد أنظمة تعليمية أمريكية أو بريطانية و تطبيقها فى مصر فى حين المدارس فى أوروبا تطبق النظام المناسب للبلد فمثلآ بولندا تطبق نظامها التعليمى المناسب لها و كذلك ألمانيا و كذلك فرنسا فلا يوجد ما يسمى بالمدرسة الأمريكية فى ألمانيا إلا للجالية الأمريكية أو المدرسة البريطانية إلا للجالية البريطانية , و ياليتها كانت مدارس أمريكية بحق هنا فى مصر أو  مدارس بريطانية بحق , بل هى نوادى للأطفال لا تؤسس طفل و لا تعلم مراهق أكثر من اللغة الأنجليزية حتى تموت لغتنا العربية , و بالطبع لا يضرب مدرسيين المدارس الخاصة لأنهم فى الأصل لا يعملون بعقد مسجل , فهم فقط مجبرون على العمل لأنهم لو أضربوا بمنتهى البساطة سوف تستبدلهم أدارة المدرسة بمدرسين أخرين فى لمح البصر , فلا حق ولا عقد ولا وزارة تحميهم ولا شىء على الأطلاق

.

أستمر فى العمل و مشاهدة من يقوموا بالدفاع عن البلد بالنيابة عنك , من يقوموا بالحرب بالنيابة , العمال المضريين ينقذون مصر من بطش رجال الأعمال فيحققوا نجاح بعد نجاح فعادت شركة عمر أفندى إلى القطاع العام و سكر الحومدية فى الطريق و كثير من الشركات الخرى التى أنتفض فيها العمال للحصول على مطالبهم المشروعة فى حدى أدنى عادل للأجور يحميك أنت يا من تجلس فى مكتبك فى الشركة فى القرية الذكية و تحصل على أضعاف أضعاف أضعاف مرتب العاملين , يحميك لأنهم حين يحصلون على مرتبات عادلة ستحصل أنت على مرتبك العالى و  تحمى البلد من ثورة حقيقية للجياع .

السائحة ……. الحلقة الأخيرة

أستلقت كاثرين  على ظهرها فى سريرها و هى فى منتهى السعادة و أخذت  تسترجع شريط أحداث اليوم منذ أن بدأت رحلة الغطس فى أول اليوم حتى أن تركها أحمد , كانت فعلآ فى حالة من السعادة الغير عادية و يملأ قلبها الحب الذى جعلها ترى كل ما حولها جميلآ حتى هذه الغرفة الرديئة كانت أجمل غرفة فندقية رأتها فى حياتها حتى أجمل من غرف لاس فيجاس الفاخرة , هذا السرير الذى له رائحة غريبة هو أفضل من اى سرير قد نامت عليه من قبل , هكذا يفعل الحب , يجعل الأنسان يرى أشياء كان من المستحيل أن يراها فى الأوقات العادية .

و هى مستغرقة فى أفكارها جائها طرق على الباب فستغربت من يمكنه أن يأتى إليها فى هذا الوقت المتأخر غير أحمد , فرقص قلبها طربآ و سعادة , لقد عدل عن رأية و عاد ليبيت معها و ستقضى الليلة بين ذراعيه و ما أن فتحت الباب حتى تبخرت كل أحلامها عندما رأت علاء أمامها و هو فى حالة سكر واضحة و رائحة الخمر تفوح من فمه بطريقة مقزيزة

علاء  و هو يترنح و يتلعثم فى الكلام من تأثير الخمر : هاى كاترين , أين كنتى لقد كنت أبحث عنك

كاترين بحزم : أنها الثانية بعد منتصف الليل أظن أنه…..

لم يعطها الفرصة لتكمل الجملة و دفع باب الغرفة بالقوة و دخل إلى الغرفة مما أثار حفيظة كاترين التى تحدثت إليه بصوت عال و غاضب

كاترين : ماذا تفعل , هل جننت ؟

علاء بالعربية و هو يجزبها من ذراعها بالقوة : أية ؟ أشمعنا أحمد الفلاح , أنت هتشتغالينى يا بت ؟ دة أنا علاء ملك البحر الأحمر

قاومته كاترين و لم يكن الأمر صعب بسبب حالة السكر التى كان عليها علاء , فدفعته بعيدآ و خرجت تجرى من  الغرفة متجهة إلى غرفة أحمد و من خلفها يصرخ و يتوعد و هى لا تدرى ماذا يقول , فقط أنتابتها حالة من الرعب و أخذت تطرق باب أحمد بكل ما أوتيت من قوة ففتح أحمد الباب بزعر  فأرتمت بين ذراعية .

كاترين : أحمد ساعدنى …. لقد أصابه الجنون

أحمد بقلق بالغ : من هذا الذى ……….

و لم يكمل الجملة فقد ظهر  أمامه علاء و هو يترنح و يتحدث بالعربية إلى كاترين فقام أحمد بدفع كاترين داخل الغرفة و أغلق الباب من خلفها و وقف أمام الباب فى مواجة علاء و قد سمع الناس الجلبة التى حدثت فبدأو فى التجمع و علاء مازال يصرخ و أحمد يدفعه بعيدآ عن الباب

علاء : أنا تعملى فيا كدة يا بنت …….. أنا علاء إللى دوست فى حريم الدنيا كلها تعيشى دور الخضرة الشريفة عليا أنا يا بنت ال ….. , و مع مين ؟ مع المعفن  أحمد الفلاح يا واطية يا بنت ال…… , أبعد عنى ياواد يا أبن ال….. أنت هتعملى فيها بطل دة أنت جاى من ورا الجموسة ياض  يا إبن

و رفع يده ليضرب أحمد على وجهة و لكن تلقى أحمد الضربة على ذراعه و دفع  فى صدره بكل قوى مما دفع علاء إلى الخلف عدة أمتار  فعاود علاء الهجوم على أحمد

و أشتبك الرجلان بالأيدى و كان من السهل جدآ أن يقوم أحمد بطرح علاء على الأرض و لكن تدخل الناس و حالو دون أن يفتك أحمد بعلاء المنهار تمامآ تحت تأثير الخمر  , فقام عيسى بالتدخل السريع  لمساعدة علاء على النهوض و محاولة لتهدأته و هو لا يزال يتلفظ بكل الألفاظ البذيئة التى يعرفها و السباب لأحمد و كاثرين و  كم هو مهم و عظيم .

ظل أحمد خارج الغرفة حتى أنصرف الجميع و هدأ الوضع فدخل الغرفة فوجد كاترين منهارة تبكى بسبب ما حدث فهدأ من روعها و أحضر لها مياة لتشربها لكى تهدأ و جلس بجوارها على السرير و أخذها فى حضنه و هو يربت على كتفها محاولآ أن يجعلها تهدأ

و بالفعل هدأت بعض الشىء فمسح دموعها و نظر فى عينيها و قال

أحمد بصوت حنون : لقد رحل و أنتهى كل شىء , أنتى تعلمين ماذا يحدث عندما يشرب بعض الرجال

كاترين و هى لاتزال فى حالة صدمة : أنه مجنون … مجنون , لماذا يحدث لى هذا

بدأت فى فى البكأ مرة أخرى فقام أحمد بحتضانها مرة أخرى و معاودة محاولات التهدأة حتى هدأت  ثم قال

أحمد : لا تتحدثى , لقد أنتهى الأمر و يمكنك العودة إلى غرفتك الأن

كاتربن : أبدآ لن أعود هناك بمفردى

أحمد : لا تقلقى , لقد أنتهى الأمر

كاترين : مستحيل

أحمد : كما تشائين , نامى هنا على السرير و سوف انا على الأرض

كاترين فى تعجب : لماذا لا تنام بجوارى لكى أشعر بالامان بين ذراعيك ؟

أحمد : لا أستطيع , معذرتآ …. أرجوكى

كاترين : لا أفهمك , ألا تحبنى كما أحبك ؟ أنى أرى الحب فى عينيك , لماذا تحاول الأبتعاد عنى ؟

أحمد : أحبك , بل لم أعرف الحب من قبل حتى رأيتك ولكنى لا أستطيع , فقد عاهدت أبى أنى لن أعصى الله مرة أخرى

كاترين : الله ليس معنا فى هذة الغرفة و  هو مشغول بأمور أخرى أهم و  بالتأكيد لن يعلم أبيك

أحمد بالعربية : أستغفر الله العظيم

كاترين : ماذا ؟

أحمد : لا شىء , نحن فقط غير متزوجين و أنا لن أرتكب الخطيئة , أرجوكى ليس وقت الحديث فى هذا , يمكنك النوم الأن و سأقوم أنا بالنوم على الأرض حتى الصباح

نظرت كاترين إلى أحمد بنظرة أستسلام و أستلقت على السرير و قام أحمد بغلق النور و نام على الأرض و حاول أن ينام و لكنه لم يستطيع النوم و أخذ يفكر و أثناء ذلك جاءه صوت كاترين

كاترين : أحمد …… هل لازلت مستيقظ ؟

أحمد : نعم

كاترين : لا أشعر بالرغبة فى النوم أيضآ

أحمد : بضع دقائق و ستشعرين بالنوم بعد هذا اليوم الطويل

كاترين : من هو الله

أحمد : ألا تؤمنين بالله فى دينكم المسيحى

كاترين : تربيت فى أسرة كاثوليكية و لكنى لم أكن يومآ متدينة ولا أذكر أخر مر ذهبت فيها إلى الكنيسة و فى الحقيقة لا أهتم , بل أظن أن كل هذا مجرد هراء

أحمد : أننا هنا مسلمون و نصلى لله فى اليوم و الليلة 5 مرات

كاترين : أعرف رأيت ذلك فى القاهرة و قرأت عنه على الأنترنت أنكم تعبدون قطعة من الحجر فى السعودية و تسجدون لها , هل هذة هى إلاهكم ؟ هل هذا هو الله ؟

أحمد : لا أنه بيت الله فى الأرض و لكننا لا نعد هذا البيت بل نعبد الله

كاترين : الله هذا شخص كان موجود فى الماضى أسمه محمد , و ألف لكم كتاب لتعبده ؟ هذا ما سمعت

أحمد و هو متفهم جهلها : لا …. محمد ” صلى الله عليه و سلم ” هو رسول الله كما هو الوضع مع عيسى رسول الله و هو لم يؤلف كتابآ , بل هبط عليه الكتاب من السماء مع سيدنا جبريل  عليه السلام رسول الله من الملائكة

كاترين : أسمع عن جبريل , أحد أصدقائى اليهود المهاويس بتلك القصص الخرافية حكى لى عن أنه ملاك من السماء كان يأتى بالعذاب على أجدادها لذلك كانت تكره المدعو جبريل هذا

أحمد : من الواضح انك تجهلين أشياء كثيرة , أن سيدنا جبريل كان يأتى بالوحى على كل الرسل و الأنبياء المختارين من رب العالمين فكان يرسله الله برسالاته إلى الناس عن طريق الأنبياء و الرسل , فكان مع أبراهيم عندما أولقى فى النار و كان مع يوسف عندما ألقى فى البئر و كان مع موسى عندما عبر بنى أسرائيل البحر الأحمر و  مع عيسى و محمد صلى الله عليه و سلم , فهو الرسول الأمين

 و قبل أن يسترسل فى الحديث سمع أحمد أنتظام تنفس كاترين فعلم انها قد ذهبت فى نوم عميق , فأبتسم و أدار نفسه و أستغرق هو الأخر فى نوم عميق .

أستيقظ أحمد على طرق الباب فنظر فى الساعة فوجدها الثامنة صباحآ , فتح الباب ليرى من بالخارج فوجد ظابط شرطة و معه سيدة أجنبية عجوز , تبخر النوم من رأسه مرة واحدة عندما رأى الظابط و سأله

أحمد : تحت أمرك يا باشا

الظابط : أنت أحمد عبدايم ؟

أحمد : أيوة انا يا باشا

الظابط : تعرف خوجاية ألمانية أسمها كاترين

أحمد : أيوة يا باشا , هنا ثانية و حدة أصحهالك

دخل أحمد إلى الغرفة و أخذ يهز كاترين ليوقظها التى فتحت عينها بدورها فوجدت أحمد أمامها فبتسمت بسعادة و قالت

كاترين : جوتين مورجين شاتسى

أحمد بقلق : جود مورنينج , يوجد ضابط شرطة فى الخارج يبحث عنك

كاترين : ضابط شرطة

أحمد : نعم , لا أفهم شىء , أخرجى معى لنرى ماذا يريد

قامت كاترين و هى تستغرب أن يبحث عنها شرطى فى هذا البلد الغريب , و أتجهت إلى جوار أحمد عند الباب فوجدت مونيكا و بجوارها ظابط الشرطة , فتهللت اسارير مونيكا عندما رأت كاترين و قالت

مونيكا : كاترين أين كنتى ؟ لقد كنت قلقة عليكى جدآ

وأبتسمت كاترين و قامت بحتضان مونيكا التى قامت هى الأخرة بحتضان كاترين كأنها تحتضن أبنتها

كاترين مبتسمة : أنها قصة طويلة , سوف أقص عليكى القصة فى وقت أخر  أما الأن

و  نظرت إلى الظابط و عامل الفندق و قالت

كاترين : أنا بخير , و أشكركم جميعآ

قامت مونيكا بشكر ظابط الشرطة أيضآ و أنصرفوا و أوصلتهم إلى باب الكامب و طلب منها الظابط ان تعود إلى مركز الشرطة لكى تغلق المحضر , ثم عادت إلى كاترين التى كانت سعيدة برؤية مونيكا فجلسا الأثنين على كراسى فى الساحة التى فى منتصف الكامب و قصت كاترين لمونيكا ما حدث ليلة أمس

مونيكا بأستنكار : كل هذا يحدث و لا تفكرى حتى فى النظر إلى تليفونك المحمول

كاترين : لقد كانت الأحداث سريعة و لم أتذكر التليفون إلا عندما رأيتك الأن

مونيكا : لقد حاولت الأتصال بكى طوال الليل بعد أن تأخرتى فكان رقمك يرن و لكن بدون أجابة أما تليفون صديقك علاء فأنه مغلق طوال الوقت , و عندما أشتد بي القلق ذهبت إلى مكتب الأستقبال الذى قام بدورة بالأتصال بالشرطة التى قامت بالبحث و التحرى حتى وجدوكى

كاترين : أرجو أن تسامحينى , فقط نسيت أمر التليفون تمامآ كما أننى لا أستخدم التليفون المحمول بكثرة فى ألمانيا  لذلك لا أتذكره

مونيكا بخبث : و من هذا الشاب الوسيم الذى قضيت معه الليلة

كاترين بسعادة عند ذكر أحمد : انه أحمد , اجمل شىء حدث لى حتى الأن

مونيكا : واو ….. أرى فى عينيكى الحب

أبتسمت كاترين بكسوف واضح على وجهها و قالت محاولة تغير الحديث

كاترين : هذة المدينة جميلة جدآ , صغيرة و بسيطة و مريحة للأعصاب

مونيكا بشمئزاز : أنها مدينة تبعث على الأشمئزاز  , و ما هذا الفندق القذر , كيف تقبلى أن تقضى ليلة فى مكان كهذا ؟

كاترين : لا أعلم ولكنى أرى أنه أجمل مكان فى العالم

ظهر أحمد فى هذى اللحظة و هو يحمل الحقيبة الخاصة به  و قام بالسلام على مونيكا و قال موجهآ كلامه إلى كاترين

أحمد : لقد حان وقت الرحيل , السيارة فى أنتظارنا

كاترين : بضع دقائق و سوف أكون جاهزة , فقط سوف أحضر حقيبتى

و بالفعل لم يدم أنتظار أحمد كثيرآ و خرجوا جميعآ إلى السيارة و ركب أحمد فى السيارة التى بها المعدات و معه كاترين و مونيكا و باقى المجموعة الأيطالية فى السيارة الأخرى و معهم علاء و عيسى , تحركت السيارات و لم تمر الساعة حتى كان الجميع فى شرم الشيخ .

عاد أحمد إلى الفندق عند عمه و حكى له ما حدث فقال له عمه أن علاء لن يهدأ و لن يستسلم بهذه السهولة و سوف يحاربه فى كل كمان فى شرم , و بالفعل حاول أحمد أن يعمل فى أى مكان كمعلم غطس ولكن كل محاولاته بائت بالفشل , فقد كان علاء ذو نفوذ قوى فى شرم الشيخ , فقرر أحمد ان يسافر إلى دهب حيث تربطه   الكثير من العلاقات الطيبة  بمراكز الغطس التى ربما يجد فيها عمل , و بالفعل , بعد مرور بعض الأيام و هو يبحث عن عمل فى شرم قام بالأتصال بأحد المراكز فى دهب و  أخيرآ قبل أحد المراكز الجديدة أن يعمل فيها مساعد للغطاسين و قبل أحمد حتى يستطيع العمل أفضل من أن يعود إلى القرية بالفشل و كان دائمآ يتذكر كلمات أبيه أنه لن يكون فاشلآ إلا عندما يصدق أنه فاشل , و أنه لا بد أن يكرر المحاولة مرات عدة حتى ينجح .

مرت الأيام سريعآ و أنتهت أجازة كاترين و كان أحمد على علم بيوم رحيلها إلى بلدها الأم فعاد من مدينة دهب لكى يودع كاترين

ذهب أحمد إلى موظف الأستقبال و طلب الأتصال بغرفة كاترين التى لم تكن قد رأته منذ أن سافرت معه إلى دهب

أحمد : ألو … كاترين ؟

كاترين : نعم

أحمد : أنا أحمد …. هل أستطيع أن أراكى , جأت لكى أودعك

كاترين بلهفة : أين أنت , كنت أبحث عنك و هاتفك كان مغلق طوال الوقت ,سوف أحضر لك حالآ

أحمد : أنا عند موظف الأستقبال , لكنى سوف أكون فى أنتظارك عند الشاطىء

كاترين : و هو كذلك …. باى

أحمد : باى

ذهب أحمد إلى الشاطىء و لم ينتظر كثيرآ حتى ظهرت كاترين أتية من بعيد و كأنها ملاك يمشى على الأرض بشعرها الطويل و قوامها الفتان , كانت بحق أية فى الجمال , لم يكن يومآ أحمد يتمنى أن يحب فأذا به يحب أجمل نساء الأرض .

أحمد بصوت منخفض حالم و هو يحمل يدها : أشتقت أليكى

كاترين : أشتقت أليك أكثر من ما تتخيل , لم أستمتع بالأيام الماضية منذ عودتى من دهب , فقد كنت أبحث عنك ولكنى فشلت فى الوصول أيك

أحمد : أسف أن كنت سببت لك المتاعب و لكنى كنت أبحث عن عمل

كاترين : أين

أحمد : دهب , لقد سبب لى علاء الكثير من المتاعب ولا أستطيع العمل كغطاس فى شرم مرة أخرى , على الأقل فى الوقت الحالى

كاترين : ذلك الحقير , سوف أبلغ أدارة الفندق أو حتى البوليس على ما حاول أن يفعله معى رحلة دهب

أحمد : لا داعى , لا أريدك أن تدخلى فى صراعات خاصة بى

كاترين : وما الفرق بينى و بينك , أننى أشعر  بأنى جزء منك و أنت جزء منى

أحمد : صدقينى وهذا شعورى أيضآ و لكنه لا داعى للمشاكل , المهم أنى أتيت كى أودعك و أراكى لأخر مرة , فأنا أعلم أنك سوف ترحلين فجر غد عائدة إلى بلادك

كاترين باكية : لا أعلم كيف أستطيع العودة إلى حياتى بدونك

أحتضنها أحمد و أخذ يمسح بيده على شعرها الناعم و يقول : سوف تنجحين و سوف تنسينى و تقابلى رجال أخرين و ستكونى سعيدة

كاترين و هو مازالت تبكى : السعادة وجدتها هنا معك , أجمل أيام ساعات حياتى كانت معك , معك البحر كان مختلف , السماء كانت مختلفة , الرمال كانت مختلفة , كل شىء كان له طعم أخر و لون أخر , لا أعلم كيف و لماذا ولكنى لم أرى العالم بهذا الجمال من قبل

لم يتركها أحمد تكمل عبارتها و رفع رأسها تنظر أليه وقال

أحمد : أحبك

و أتبعها بقبلة على شفتيها أهتزت لها كل كل خلية فى جسد كاترين و شعرت انها تذوب فى عالم من السحر و الحب , لم يشعر أحمد و لم تشعر كاترين كم من الزمان أستمرت تلك القبلة لأنهم بنتهى البساطة كانو خارج حدود الزمان و المكان .

ثم أبتعد أحمد عن كاترين و نظر فى عينيها مباشرتآ و قالت عينية دون الكلمات : أحبك

و ردت كاترين بعينيها دون الكلمات : أحبك

ثم تركها أحمد و خطى مبتعدآ و لم ينظر خلفه و لكن قلبه كان يتفطر حزنآ على فراقها , و لكنه كان يعلم أنها النهاية و هى تعلم أنها النهاية , نهاية حب أستمر أيام و أو ساعات , وربما أستمر بعمر الكون لأنه كان حب حقيقى لا يحده حاجز الزمان و المكان لا تستطيع أن تقيسه ببداية و نهاية …… فقد كان حب حقيقى

تمت

الفا تيتو

أستحالة عودة الشرطة المصرية

 

أسف أن أقول هذة الحقيقة المرة لمن يحلم بعودة الأمن و الأمان إلى البلاد و لكن هذة هى الحقيقة المجردة و بالطبع لى أسبابى التى تدفعنى لقول هذا و لكن دعونى أقص عليكم قصة أول و أخر قط أمتلكه فى حياتى .

كنت فى سن العاشرة و كل ما يشغلنى هو اللهو بالدراجة مع الأصدقاء فى الشارع إلى أن عرض على صديق أن أخذ من عنده قط وليد لكثرة القطط عنده فى المنزل و كان قط نصفه رومى و النصف الأخر بلدى , فرحت بالقط و كنت أهتم به كأنه أهم شىء فى حياتى فقد كنت أطعمه و ألاعبه و كان يقظنى كل يوم و كان يحب النوم على صدرى حتى أننى من شدة حبى له كنت أخشى أن أوقظه و هو نائم على أحدى ساقى , كبر القط مع الوقت و كان كل يوم يأخذ مساحة أكبر  فى المنزل حتى بدأ يخرج من باب الشقة بضع خطوات ثم يعود مسرعآ , يخرج خطوة و يعود خائفآ حتى و صل إلى السلم و أستغرق الأمر بضعة أسابيع حتى هزم خوفه و خرج خارج العمارة كلها , فتم الأعتداء عليه من قط أخر و عاد حزينآ لا يريد اللعب ولا الحركة لمدة بضعة أيام حتى أستعاد عافيته و خرج مجددآ و هذة المرة لم يعد , لم يستطيع العيش داخل المنزل أكثر من ذلك , لقد رأى مساحة أكبر و عالم أخر , ربما أكثر و حشية و أكثر صعوبة و لكنه عالم مفتوح , لقد حصل على الحرية ………

كذلك الشعب المصرى , لقد حصل على الحرية و لن يعود مرة أخرى داخل القفص حتى لو ثمن ذلك هو فقدان الأمان حتى لو كان ذلك هو  الصراع مع الطرف المسيطر أو الذى كان مسيطر يومآ ما , لن يعود هو الطرف الخاضع

يجب أولآ أن أشرح نقطة فلسفية بحتة أكتشفتها   من خبرتى فى الحياةو أظن أنها فى كتب علم النفس أيضآ و أعتقد أنها تحمل الكثير من الصواب , و هى خاصة بالعلاقات البشرية , علاقة الحاكم بالمحكوم , علاقة المدير بالموظف , علاقة الرجل بزوجته , علاقة الصديق بصديقه , فهناك دائمآ فى كل علاقة طرف مسيطر و طرف خاضع , فعلى سبيل المثال علاقة الرجل بزوجته , الطبيعى أن يكون الرجل هو المسيطر و الزوجة هى الطرف الخاضع و لن أدخل فى جدل المساوة بين الرجل و المرآة و لكن هذة هى العلاقة فى البشر و فى الحيوانات و فى كل العلاقات الثنائية , يوجد طرف خاضع يقبل السيطرة و طرف مسيطر يفرض السيطرة , جميعنا يتذكر فترة الطفولة و وجود طفل وسط الشلة له اليد العليا و الجميع يتبعه , هو الطرف المسيطر و الباقى هو الطرف الخاضع و كان من يريد أن يحصل على السيطرة إن وجد شخص أخر يرى فى نفسه حق الحصول على السيطرة أن يدخل فى صراع مع الطرف المسيطر و تظل العلاقة متوترة بين الطرف المسيطر و الخاضع الذى يطمع فى السيطرة حتى تأتى اللحظة الفارقة و هى لحظة الصدام

كذلك الوضع فى مصر الشرطة كانت تُعتبر الجانب المسيطر و كان الشعب الطرف الخاضع , لا لأنه ضعيف و لكن لأنه لم يكن يعلم بقوته التى أكتشفها أخيرآ , فطوال أكثر من 60 عامآ كان النظام يصر على فرض سيطرته و  كان ينكل بكل من يحاول فقط التفكير فى تغير الوضع بأن يجعل الشعب هو الطرف المسيطر ,  و كانت الشرطة تمارس هذة السيطرة بطريقة فجة تجعل الجميع يخشى ان تطاله يد الشرطة الباطشة فأنشاء جهاز أمن الدولة الذى كان يحرص دائمآ على الحفاظ على هذا الوضع , جهاز بوليسى مسيطر و شعب خاضع و أكثر من كانو عرضة للتنكيل هم سكان المناطق الفقيرة و المناطق العشوائية و كانت الشرطة تهاجم النشطاء و الحقوقيين ليس لأنهم يطالبوا بحقهم ولكن لأنهم يطلبوا حق الشعب كله بما فيهم سكان المناطق الفقيرة الذين كان أكبر طموحتهم أن يحصولوا على رضى أمين شرطة .

إلى أن أتى يوم 25 يناير فكتشفت هذة الطبقة أنهم يستطيعوا  التفوق على جهاز الشرطة و الأنتقام منه على كل سنوات التنكيل و  التعذيب لأن جهاز الشرطة لم يكتفى فقط بالتنكيل و لكن كان يظهر ذلك لزيادة الخوف عند الناس , و أتذكر يوم 28 يناير و كأنه اليوم عندما طلبت من شاب يقف فى الشارع يشاهد المسيرة أن ينضم لنا فرفض و لكنى شعرت أنه متردد فأصريت أن ينضم لنا فستسلم لى و خطى بضع خطوات ثم عاد و خرج من المسيرة و تركنا  وقال لى” مش هتقدروا عليهم مفيش فايدة” , هذا ما كان يزرعة جهاز الشرطة فى الناس لسنوات و هذا هو الضمان الوحيد للشرطى لكى يشعر بلأمان , فه يعلم جيدآ أنه غير كفأ و جهاز الشرطة كله لا يعمل بطرق علمية صحيحة و لا توجد أى معاير ولا ضوابط , فقط يعتمد على الخوف  داخل نفوس الناس , و كان من أسقط جهاز الشرطة هم من  كان يتم أعتقالهم ليلآ لمجرد أنهم من طبقة فقيرة و الذى أسقط جهاز الشرطة بالطبع بعد الله سبحانه و تعالى هؤلاء من كان يملأ قلبهم الرعب لمجرد العبور بجوار ظابط شرطة , ليس طلاب الجامعة الأمريكية أو سكان الزمالك و المهندسين , كان سكان الطبقة الفقيرة يحتموا خلف الطبقة الغنية و يهاجمون الشرطة على أنهم ثوار و هم فعلآ كانو ثوار و لكن ليس على النظام بل على جبروت الشرطة و أنكار المجتمع لهم و وضعهم المتردى .

المعادلة الأن قد تبدلت , طرف مسيطر مهزوم و يتمنى أن يسترجع سيطرتة مرة أخرى  و زرع الخوف مرة أخرى فى نفوس الشعب و طرف خاضع و هم سكان المناطق الفقيرة الذين قد تحرروا أخيرآ من سيطرة الشرطة و لن يعودوا إلى سابق عهدهم و أن ظل جهاز الشرطة مُصرّ على أسترجاع مكان المسيطر فى المجتمع و يستسلم له الشعب عليه أن يخوض معركة أخرى يموت فيها الكثير من الشعب مجددآ , و مع الأسف هذا ما ينتظر أن يفعله جهاز الشرطة و لن يفلح فى تحقيق هذا الهدف فالثمن باهظ , الثمن موت أعداد غفيرة من الشعب و من الشرطة على حدآ سوأ , و كل ما يفعله النظام الأن هو محاولة تهدأة أكبر عدد من الشعب و خصوصآ الطبقة المتوسطة و المتوسطى العليا و  الطبقة العليا التى أغلبها فى صف الشرطة و النظام السابق الذى مازال يحكم ثم بعد ذلك يعود للتنكيل بالطبقة الفقيرة ليحاول مجددآ زرع الخوف فى نفوس الناس و أخضاهم تحت سيطرة الخوف و لكن ما لا يستطيع أنيصدقه النظام و جهاز الشرطة أن الكثير و الكثير جدآ قد عبروا حاجز الخوف و لن يرضوا بالخضوع مرة أخرى مما يدخل البلاد فى دوامة عنف لا يعلم نهايتها إلا الله .

الحل أن يستسلم أحد الطرفين  الشرطة أو الشعب الحل أن يعود قطى إلى البيت  ….. ولكنى لا أظن أن يعود قطى إلى البيت و لا أظن أن يتقبل جهاز الشرطة الحالى هذا الوضع

السائحة …….. الحلقة التاسعة

أستيقظت كاترين قبل الميعاد المحدد كعادتها و تأكدت من كل الأشياء التى يمكن أن تحتاج إليها فى هذة الرحلة و ذهبت لتناول الأفطار مع صديقتها العجوز مونيكا التى حاولت بأستماتة أن تجعلها تعدل عن قرارها بالذهاب إلى الغطس فى دهب مع أشخاص لا تعلمهم و لكن كاترين أصرت على الرحلة , فقد سأمت معاملة مونيكا لها على أنها طفلة صغيرة , و لكنها أيضآ تعلم أنها هى الأقرب لها فى هذا البلد الغريب فتركت معها رقم محمول علاء و رقم تليفون أشترته مخصوص لهذة الرحلة .

أنتظرت بضع دقائق حتى وصل الميكروباص الذى يحمل المسافريين الأيطاليين  و من خلفه سيارة أخرى تحمل المعدات , حال وصول الميكروباص أتجهت كاترين إلى داخل الأتوبيس الصغير و كانت المفاجئة السارة حين رأت أحمد من ضمن الركاب نظرت إليه و أبتسمت و هو نظر أليها بفرحة ظهرت على وجهيهما لاحظ هذا عيسى فسأل أحمد

عيسى : أنت تعرف البنت دى ؟

أحمد : قابلتها أمبارح بالصدفة , هحكيلك بعدين

كاترين موجهة كلمها إلى أحمد : هل يوجد أحد يجلس بجوارك ؟

أحمد : لا يوجد أحد , تفضلى , كيف حالك

كاترين : فى أحسن حال , سعيدة جدآ إنى سوف أغطس فى مدينة دهب , قرأت على الأنترنت أنها مكان ميثالى للغطس

أحمد : و سأكون أنا قائد الغطس فى هذة الرحلة

كاترين : واو …. أنت غطاس أيضآ فى فترات الفراغ عندما لا تكون مشغولآ بأنقاذ الناس ؟

ضحك أحمد و ضحكت كاترين

أنطلقت السيارة بالمسافريين تقطع المائة كيلو متر التى تفصل بين مدينة دهب و مدينة شرم الشيخ فى أقل من ساعة , و كانت كاترين فى منتهى السعادة و هى ترى الجبال الحمراء فى كل مكان من حولهم خلال الطريق و البدو الذين يرعون الغنم و هم يعبرون من هنا و من هناك و الجمال , كانت الطبيعة بالنسبة لها ساحرة و كان أحمد يقوم بالشرح لها و حدها كأنه مرشدها الخاص و باقى المجموعة الأيطالية فقط ينظرون بأنبهار من حولهم و لكنهم لا يفهمون شيئآ بسبب جهلهم باللغة الأنجليزية , و صلت القافلة إلى مدينة دهب الصغيرة و أستعجبت كاترين من صغر حجم المدينة و  تأثيرها الغريب على النفس , فهى لم تشعر بهذة الراحة من قبل فى أى مدينة حتى مدينها الأم , كانت المدينة صغيرة جدآ عبارة عن شارعين أحدهما على البحر يسمى المسبط و الأخر تجارى يسمى بالعصلة , كانت مدينة بسيطة على عكس شرم الشيخ المليئة بالفنادق الخمس نجوم و  الشواطىء الخاصة  , لكن فى دهب كل الفنادق من دور واحد أرضى أو بالكثير دور أخر فوق الأرضى و كانت الغرف فى منتهى البساطة , فقط سرير و دولاب صغير .

و صلت المجموعة إلى كامب مشهور فى مدينة دهب يطلق عليه كامب محمد على , قام الجميع بالذهاب إلى غرفهم البسيطة و  تجمعوا فى الساحة الرئيسة فى الكامب و بدأ  عيسى يشرح للغطاسين تفاصيل الرحلة , كانت كاترين غير منتبهة بالمرة إلى الشرح الذى يقوم به عيسى و كانت تبحث بعينها عن أحمد الذى كان مشغول بنقل و تجهيز معدات الغطس فى مكان قريب من الكامب ما أن فرغ عيسى من الشرح ذهبت كاترين لتبحث عن أحمد و لكن كان علاء فى أنتظارها

علاء : ما رأيك فى مدينة دهب

كاترين بدون أكتراث : جميلة , هل سنذهب الأن للغطس

علاء : ألم تكونى منتبهة للشرح  , نعم الجميع يستعد للرحيل الأن إلى البلو هول

كاترين : إذآ سوف أذهب لأحضر  حقيبتى

علاء : تحبى أن أرافقك ؟

كاترين : لا لا شكرآ جزيلآ سوف أقابلك عند باب الكامب

كان عيسى قام بتجميع عدد من السيارات الجيب لنقل الجميع إلى البلو هول و نقل المعدات و كان فى الأنتظار فى الخارج مع المجموعة الأيطالية عندما أتى أحمد يطلب التحدث إلى عيسى بعيدآ عن المجموعة

أحمد : أية يا عيسى دة ؟ أنت عاوز تودينا فى داهية ؟؟

عيسى لية بس يا برينس ؟

أحمد : راجعت العدة لاقيت خرطوم من خراطيم التنفس بايظ و دة خطر على أى غطاس , لو شرطة السياحة عرفت بحاجة زاى كدة هنتنفخ كلنا ولو منظمة الغطس الدولية جالها خبر هتاخد منك  التراخيص

عيسى : أية يا عم متحبكهاش كدة , ما كل تانك فى خرطوم للتنفس واحد رئيسى و التانى أحتياطى , أغطس بالرئيسى و كلها ساعة ولا حاجة و الغطسة تخلص , أنت كفائة يا أبو حميد , انا عرفك

أحمد : الموضوع مش موضوع كفائة , فى قوانين غطس لازم نالتزم بيها , لو أى خواجة من الطليان دول بلغ عننا , هنتبهدل , الطليان دول غطاسين محترفين مش أى كلام

عيسى : بص يا أحمد , الغطسة دى جاية عليا بخسارة و أنا معنديش أستعداد أشترى خرطوم جديد و أدفع فية خمس عروق من لحمى الحى عشان قوانين بادى بتعتك دى , أغطس و ربنا يسهلها

و مشى عيسى و ترك أحمد وحيدآ يتعجب من موقف عيسى فى حين هو يحاول الألتزام بالقوانين لكن عيسى لا يهتم بسمعة المكان أو بسلامة الغطاسين أو حتى بسمعة مصر  , قاطعت كاترين حبل أفكار أحمد

كاترين : هاى , كنت أبحث عنك

أحمد وهو لايزال يفكر فى موقف عيسى الغريب : كنت أجهز معدات الغطس , تفضلى داخل السيارة لأننا سوف نتحرك الأن

كاترين و هى تحاول أن تلطف من الجو الذى كان من الواضح أنه مشحون : تشعرنى أننا فى الجيش عندما تتحدث بتلك الطريقة الرسمية

أحمد : معذرتآ ولكن يجب أن نتحرك حالآ لأن كل شىء مرتب بمواعيد , أسف متضطر أن أركب فى السيارة الأخرى و نتقابل عند البلو هول

كاترين : وهو كذلك

عيسى يتحدث إلى علاء : الواد أحمد دة صدق أنه غطاس بحق و حقيقى و بيمثل علينا

علاء : أية عمل أية

عيسى : بيراجع علينا فى شغلنا

علاء : سيبك من امه , مش نقصينه , المهم أنا عاوزك تعمل حاجة , لما نرجع من البلو هول تقول للناس أن العربية عطلانة و هنبات فى الكامب الليلة دى و أن الكامب أكرامآ لينا هيعمل تخفيض و يحاسبنا الغرفة بعشريين يورو

عيسى : يخرب بيت عقلك يا علاء , عشرين يورو , دة الأوضة بتتأجر بخمستاشر جنية مصرى , أنت عاوز تبعهلهم بعشرين يورو

علاء : أعمل إللى بقولك عليه , و فطم عز فى الرسيبشن أن لو حد سأله يقوله هو دة السعر فى الموسم دة كدة …. ماشى

عيسى : ماشى يا كبير

علاء : حاجة تانية , كلم جيمى  بتاع فندق سفينكس و أحجز قعدة بالليل على الكافية بتاعهم فانى مامى

عيسى : سمعآ و طاعة يا كبير

و أنطلق الجميع متجهين إلى البلو هول و قام الجميع بلبس ملابس الغطس و أعطى أحمد التعليمات التى تسبق كل غطسة و كان الموضوع سهل لأن كل الحضور كانو من الغطاسين القدامى و فى عرف الغطس لا بد من أن يكون كل غطاس له بدى أو شخص يرافقه أثناء الغطس حتى إن حدث مكروه يقوم كل طرف بمساعدة الأخر و كان أحمد هو البدى المرافق لكاترين

عيسى يتحدث إلى علاء و هم على الشاطىء يتابعون نزول الغطاسين إلى الماء : إية يا كبير , انا كنت فاكر أن شاب سيس من الطليان دول هو إللى هيخطف الموزة منك يطلع الفلاح هو إللى هيظبطها

علاء و يرتدى نظارة الشمس و يتابع الغطاسين يرد بحنق على عيسى : دة ينسى يا عيسى , عاوز أزازة ويسكى الليلة , جبت معاك العدة بتاعت كل مرة ؟

عيسى : أساسى يا كبير

علاء  :طيب لفلنا سجارتين حشيش لحد ما يطلع الناس من تحت

عيسى : وجب

ما أن غطس الجميع حتى شعرت كاترين بشعور رائع كانت قد نسيته منذ أخر غطسة قامت بها فى المحيط الهادى , فعندما تكون تحت الماء تنفصل تمامآ عن العالم الخارجى , تشعر أنك سافرت إلى كوكب أخر , دنيا اخرى لها قوانينها الخاصة و طقوسها المختلفة , أسماك من كل الألوان و الأشكال و الأحجام و كلها لا تكترث بوجود احد بل تسبح بجوار الغطاسين كانها تقول مرحبآ بكم فى عالمى , عالم  من السحر و الجمال , فكانت كاترين تسبح فى أول الأمر و أحمد يمسك بيدها و لكنها لم تستطيع الأستمرار فأخذتها النشوة  و أنطلقت وحيدة تسبح بين الشعب المرجانية الجميلة و تطارد الأسماك الصغيرة و احمد يضع عين عليها و عين على باقى المجموعة الذين فى واقع الأمر ليسوا فى حاجة للمراقبه لخبرتهم الكبيرة فى عالم الغطس لم يقلق أحمد بهم كثيرآ و لكنه كان دائما يتأكد أن المسافة قريبة بيه و بين كاترين و باقى المجموعة و لكن كاترين كانت كالطفل الطليق فى المول التجارى لا تنتبه إلى أين تتحرك و كان أحمد يعيدها كل مرة للمجموعة عندما تذهب لمطاردة سمكة هنا أو سمكة هناك .

حتى إذا وصلوا إلى عمق 30 مترآ و كان الجميع فى الطريق للعودة إلى السطح  و كانت كاثرين فى مطاردة مع أحدى أسماك الببغاء تعطل خرطوم التفس الخاص ب أحمد  و  كان قريب فتدارك الأمر فأخذ  خرطوم التنفس  الأحتياطى الخاص بكاثرين , فأشارت له أن يستخدم الخرطوم الأخر الواصل فى أنبوب التنفس الخاص به و لكنه أشار لها أنه لا يعمل , فأخذ يصعدان ببطء و هما يمسك كلآ منهما يد الأخر , شعر احمد هذة المرة بكاترين قريبة منه بطريقة لم يشعر بها من قبل و هى الاخرى شعرت بتلك الكهرباء التى تسرى فى الجسد عندما يكون شخص ما قريب من قلبك يمسك بيدك , لم تشعر بهذا الشعور الجميل منذ زمن بعيد فتمسكت بيد أحمد أكثر و أحمد تمسك بيدها أكثر و كأنه يقول لها نعم اننى أشعر بنفس الشعور  فتوقفا عن الصعود و قد سبقهم الجميع إلى الأعلى و فى مشهد كما هى مشاهد هوليود السنيمائية ذات التكلفة العالية , توقف الأثنان فى و سط الطريق إلى الأعلى كأنهما طائران فى الهواء و نظر كل منهما إلى الأخر و أزالا جهاز التنفس من فمهما و  نظارة الغطس  ثم قبّل أحمد كاترين قبلة أنستهما أين هم و من هم و لماذا هم هنا , فى وسط البحر  و أشاعة الشمس تخترق السطح لتضيء حولهم فى مشهد مهيب و الأسماك من حولهم و كأنها تحتفل بميلاد حب جديد , حب طاهر طهارة مياة البحر و صفاء السماء .

وصل الجميع إلى الشاطىء و بدأوا فى خلع ملابسهم , و تركهم أحمد و اتجه إلى المقهى الذى يجلس عليه  عيسى و علاء فقال عيسى و هو يظهر عليه علامات السطل من شرب الحشيش

عيسى : حمدالله ع……

أحمد : مش قولتلك يا عيسى خطر أنى أنزل بالجهاز بايظ ؟

عيسى : أسكت بقى و مش عاوزين فضايح , المهم أن أنت رجعتلنا بالسلامة يا بطل , خدلك نافاسيين معانا

أحمد : لا شكرآ بطلت , هنمشى أمتى ؟

عيسى : الناس بس تريح و نغديهم و نمشى على طول

و فعلآ قام الجميع بأكل طعام الغداء و الأستراحة لبعض الوقت حتى إذا أقتربت الشمس من الغروب توجهة الجميع إلى السيارات الجيب و أتجهو عائدين إلى الكامب و عندما وصلوا أخبرهم عيسى بأن السيارة بها عطل و هم مضطرين للميت هذة الليلة فى دهب , أعترض الطليان و كاترين و لكنهم أستسلموا للوضع فى أخر الأمر و ذهب الجميع إلى الغرف للراحة و تغير الملابس و أخبرهم عيسى بأنهم يمكنهم التجمع بعد ساعة للجلوس على أحد المطاعم المنتشرة على شاطىء البحر , و قد كان , تجمع الجميع فى منتصف الكامب ما عدى أحمد الذى كان قد ذهب لزيارة بعض الأصدقاء فى دهب و  كما كان مرتب له جلس الجميع على مطعم فانى مامى أو المومياء الظريفة و أخذ كلآ منهم يطلب ما يريد و جلست كاترين فى ركن من المجلس حيث أنها كانت تشعر بالوحدة لأن الجميع يتحدث الأيطالية و هى لا تجيدها حتى أتى علاء و جلس بجوارها رغمآ عنها

علاء : هاى كاترين , هل أعجبتك الغطسة اليوم

كاترين : نعم كانت رائعة

علاء : كنت أفكر طوال الوقت هل أعجبتك مدينة دهب أم لا

كاترين : أنها مدينة رائعة و تشعرك بالراحة

و هنا أتى الويتر و هو يحمل زجاجة الويسكى و الكؤس و وضعهم امام علاء و كاترين التى عجبت أنها لم تطلب شىء , ولكن علاء شكر الويتر و قال :

علاء : هذة أكرامية من صاحب المكان حيث أننى من الأشخاص المهمين فى مدينة دهب و شرم الشيخ و الجميع يحاول أن يتودد ألى

كاترين : أو هذا شىء جميل , أين أحمد ؟

علاء ببعض الضيق : أنه ينظف المعدات

كاترين : أه أى سى

علاء و هو يحاول أن يفتح حوار مع كاترين بأى شىء و هو يصب لها الويسكى و هى لا تشرب فى حين هو يلقى بالكأس فى فمه  و ينهى الكأس مرة واحدة وكأنه يشرب مياة عادية

علاء : ما هو مجال عملك فى ألمانيا

كاترين : أعمل فى أحدى الشركات التى تنتج المحركات و نقوم بالتصميم لكثير من الشركات الأوروبية و اللاتينية

علاء : شىء رائع , كان لى أصدقاء ألمان كثيرين , كانو …….

و فى هذة اللحظة وصل أحمد إلى المطعم و كان يتحدث مع جيمى المسؤل عن المطعم و كان من الواضح أن الجميع يحب أحمد و  يشعرون بالفرحة لرؤيته و كذلك شعرت كاترين عندما رأته فتخلت عن برودها الأوروبى الألمانى المعروف و قامت مسرعة إلى أحمد و  تركت علاء وحيدآ مما أثار حفيظة علاء و لكنه لم يفعل شىء إلا أنه أستمر فى شرب الويسكى

كاترين و هى تنظر إلى أحمد بفرح و سعادة كانت واضحة على وجهها : أين كنت

أحمد : كنت فى زيارة إلى أحد الأصدقاء هنا فى دهب

كاترين : كنت أبحث عنك طوال الوقت و أخبرنى علاء أنك مشغول بتنظيف المعدات

أحمد و هو يتجاهل ما قالته : هل أعجبك المكان

كاترين : نعم انه مكان جميل جدآ و لكنى أريد أن نذهب إلى أى مكان أخر  و  تأخذى فى جولة لمشاهدة البازارات المتشرة هنا

أحمد : و هو كذلك , هى بنا

و أنتطلقى إلى شارع السوق فى مدينة دهب المزدحم بالمارة و محلات بيع الحلى التذكارات الخاصة بالمدينة و كانت كاترين متعلقة بذراع علاء و كأنها تخشى أن يخطفه أحد منها و هو كان يشعر بسعادة بالغة معها فأخذا إلى أحدى البازارات و أشترى لها هدية سلسة كتذكار للمكان و كانت فى منتهى السعادة و هو يضعها حول عنقها فى حين كان الجميع يتودد لأحمد بعضهم لصداقته بأحمد و البعض الأخر لتتاح له الفرصة للنظر إلى جمال كاترين الفتان عن قرب و لكن كانت كاترين لا ترى أى رجل من حولها إلا أحمد , أستمر أحمد و كاترين يتجولان فى المدينة حتى شعرا بالتعب فجلسا فى مكان بعيد عن الزحام على شاطىء البحر و المياة امامهم و ضوء القمر يتلالاء على صفحة الماء و كانا يتحدثان دون كلمات , فقط يجلس كل منهما ملاصق للأخر و يد أحمد تمسك بيد كاترين و  تداعبها , لم يكونوا فى حاجة إلى الكلمات فقد عبرا هذا الحاجز من التواصل , فكل منهم يشعر أنه جزء من الأخر حتى سقطت وسائل الأتصال المعروفة بين البشر و بقيت لغة الأتصال بين الأرواح فهى لغة أكثر بلاغة و  أكثر صدقآ فلا تحمل ألا الحب

كاترين : أشكرك على هذا اليوم الجميل

أحمد : لا تشكرينى , انا الذى أشكرك على هذا الليلة التى كانت أحلى ليالى حياتى

كاترين : أحبك

أحمد : لو كان ما أشعر به هو الحب فأنا  أكثر الرجال حبآ فى العالم , فأنا لم أحب من قبل و لم أشعر بهذا الشعور من قبل

كاترين : أشعر أننى لم أحب من قبل و كل من عرفتهم من قبل لا أستطيع  أن أقول أنى  شعرت بهذة السعادة من قبل مع أحد

أنتصف الليل وعاد العاشقان إلى الكامب و  وقف ينظران كل منهما إلى الأخر فى وسط الكامب و لم يكن هناك أحد غيرهم فقبل أحمد كاترين قبلة طويلة أفقدتهما الأحساس بالزمان و المكان ثم توجها إلى غرفة كاترين التى  دخلت إلى الغرفة فى أنتظار أن يلحق بها أحمد الذى أنتظر خارج الباب مترددآ , فقد كانت كلمات والده لا يزال يسمع صداها فى رأسه

” كل إللى عاوزه منك أنك تحط ربنا دايمآ أودام عنيك و متخليش الشيطان يضحك عليك , الشيطان هيجيلك يا أبنى فى صورة كل حاجة بتحبها , على شكل فلوس أو نسوان أو أى حاجة نفسك فيها  “

وقف بضع ثوانى يفكر , فقد كان فى صراع رهيب مع النفس , هل يدخل و يغض الله و يكسر الوعد الذى وعده لأبيه أم يعود , أنه يحبها , هذة المرة لن تكون من أجل المال أو من أجل الشهوة الجنسية هو فعلآ يشعر بالحب و ممارسة الجنس مع من تحب تختلف تمامآ عنها عندما تكون فقط من أجل الأشباع الجنسى او من أجل المال , كيف له أن يترك كل هذا الجمال و يذهب كيف ؟

أستمر فى حيرته أمام باب غرفتها بضع دقائق حتى خرجت كاترين متعجبة , فأبتسمت له أبتسامة عزبة و  هو نظر أليها نظرة أعتذار فهمتها كاترين على الفور فزاد حبها له أكثر , فهى التى يتقاتل عليها الأوروبيون يرفضها أحمد بمنتهى البساطة , لا تعلم السبب فالبنسبه لها أمر عجيب لم تفهمه و لكنها تقبلته .

أحمد : تصبحين على خير

كاترين : صبح على خير

وجهة نظر

فى مثل أجنبى مش عارف أصله أية بالظبط بس عجبنى جدآ و هو

Put yourself in my shoes

و هو مثل معناه أنك  تحط نفسك مكان إللى أودامك عشان تقدر تفكر زايه و تفهم موقفه لية كدة و عشان كدة أنا بدعوا كل الناس أنها تحط نفسها مكان بعض عشان نقدر نفهم بعض كويس و نعرف أحنا بنعمل فى نفسنا كدة لية و لية الهبل إللى أحنا عايشين فيه دة , ولا أقولكم , انا هحاول أحط نفسى مكان كل الناس و أحاول أفهم معاكم هو لية الشخص دة أو الطرف دة بيفكر كدة أو بيعمل كدة يمكن نقدر نفهم بعض عشان لو مفهمناش بعض أحتمال كبير تعداد مصر يقل ” و هو المطلوب أثباته ” من قوى الغرب و أسرائيل .

أولآ أذكركم بأية فى منتهى الجمال و دى نوعآ ما ممكن تفهمنا لية بعض الناس راكبا دمغها حتى لو كانو شايفين الحق بعيونهم

وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14)

لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ

 (15)

سورة الحجر

بالمختصر المفيد و بالعامية إللى مبعرفش أكتب إلا هية , و طبعآ حسب فهمى , أن الأية دى بتتكلم عن الكفار أو المشركين و لو عملتهم أية يا رسول الله ” صلى الله عليه و سلم ” مش هيصدقوا , مش مسألة أن هم مش شايفين , مسألة أنهم مش عاوزين يفهوا أصلآ حتى لو طلعتهم السمأ و نزلتهم تانى هيقلولك أنت بتشتغلنا و سحرتنا عشان نشوف إللى أحنا شفناه

التفسير دة معناه أن فى ناس كتير حتى لو عملت قرد , هم مش هيفهموا عشان مش عاوزين يفهموا , أحنا بقى فى الفترة دى من التاريخ عندنا النوعية دى و مع الأسف النوعية دى كتير .. كتير قوى , يسار أشتراكى على أسلاميين على جيش على شرطة على أهالينا كل المهلبية دى كل واحد راكب دماغه و مع ذلك لما تسمع لكل واحد تلاقى وجهة نظره صحيحة نوعآ ما و الكل بيتكلم بأسم مصر بما أن الوحيد إللى كان بيتكلم بأسم مصر مشغول بخرم مناخيره , خلاص كل واحد يتكلم و يقول إللى فى نفسه , تعالو نسمع رأى كل واحد

الجيش :

بما أن ظباط الجيش طول حياتهم من ساعة ما خلص الثانوية العامة حتى هذة اللحظة مش شايف إلا الميرى و الحياة العسكرية الجافة وكل إللى يعرفه أنه بيحمى مصر و تراب مصر و أى حد تانى يفكر بس أنه يغير فى البلد دة واحد خاين بما أن التغير دة معناة حركة و مظهرات و هدم الأستقرار فأن دة عدو و لازم يتقتل , يعنى أنا أقتل ألف ولا ألفين مش مشكلة فى سبيل أن الشعب يعيش فى أمان و سلام و بدون بلبلة , دة فكر الجيش فى الحرب , لو بتحارب العدو و لازم ترمى قنبلة عليه بس هتصيب نسبة بسيطة من جنودك مش مشكلة أحنا فى حرب و كل شىء مباح فى الحرب المهم مصر تفوز بالمعركة , و فعلآ الجيش كل تفكيرة حربى يا جماعة دول حياتهم كدة من ساعة ما بيصحى من النوم لحد ما يرجع ينام تانى , أستعدادات قتالية لمواجهة العدو و إذا مكنش فى عدو خارجى ” على أعتبار أن أسرائيل فى مرحلة هدنة ” فأن كل الناس إللى تحاول تهز أستقرار البلد هم العدو و فى كتير من ظباط الجيش نفسهم يخلصوا من بتوع التحرير بضربة دانة مدفع لأنه مؤمن أن كدة هيريح البلد من المظاهرات و هيرجع البلد للأمان و الأستقرار , و التعامل العنيف مع أى حد يعمل حاجة ولو بسيطة يتحاكم عشنها عسكريآ و يلبس 15 ولا عشرين سنة سجن دة كمان لحماية البلد , هتقول إزاى , لما تمسكلك عشرة ولا عشرين ألف فى السجون و أهاليهم إللى فى المناطق العشوائية تتحسر على ولادها و الخبر ينتشر فى المناطق الشعبية و الطبقة الدنيا من المجتمع فا كل الطبقة تخاف ترتكب جريمة يسافر فيها ورا الشمس فالناس تخاف , طيب محدش خد باله أنهم مبيقربوش من الطبقات الوسطى العليا و الطبقات العليا فى المجتمع ؟ ممكن بالكتير سنة مع الأيقاف لكن العشوائيات فى نظر الجيش دول الخطر على البلد و لازم ندخل فى نفوسهم الرعب عشان يتلاموا لحد ما الدنيا تهدى و الأمور ترجع زاى زمان و الشرطة تقدر تسيطر ” وأنا أشك فى ذلك قريبآ “

الأخوان

و يا ريت محدش يخلط بين الأخوان و السلفيين و الصوفية عشان دول مختلفين عن بعض أختلاف العربية الصينى من العربية اليابانى , أينعم هم الأتنين عنيهم ضيقة بس شتتان , المهم خالينا فى الأخوان .

الأخوان طول عمرهم مهروسيين من زمان , بدأ الموضوع معاهم دعوى و قلب معاهم بسياسة , و طبعآ أنا لا أستطيع أن أنتقد الأخوان لأنى لست خبير بأسرارهم الداخلية بس كل فترة و التانية تبان على الوش كدة مشاكل بتوضح حجم الأنقسام داخل الجماعة , فهى مع تنظيمها الشديد المركب القوى فيها تيارات كتيرة قلها أبراهيم الهضيبى قبل كدة , على سبيل المثال التيار المحافظ و التيار السلفى داخلهم , المهم الأخوان شايفين أن دى أحسن فرصة لأسلمة مصر , بعد كل الضربات إللى خدوها طوال السنين إللى فاتت أخيرآ جت الفرصة إللى ممكن عن طريقها تتحول مصر إلى دولة أسلامية بحق وحقيقى و تطبق الشريعة و لكن عشان الأخوان فى السوق من زمان فهم عرفين أنها مستحيل من يوم و ليلة مصر ترفع راية الشريعة الأسلامية و تنهض و تتقدم و كل حاجة تمشى أليسطة , عرفين أنهم لازم يخدوها سنة سنة و بالتدريج , و كمان هم وثقين قوى من نفسهم , انهم يقدروا يخدو المقاعد إللى هم عاوزنها لأنهم أتعودوا على منافسة الوطنى إللى كان مجرد وجود الوطنى بيدى فرصة أكبر للأخوان أنهم يخدوا الصوت , عشان كدة مستاموتين على الأنتخابات أولا عشان يرسموا البلد على مزاجهم بما أنهم لهم القدرة على الأنتصار فى صناديق الأنتخابات و بالتالى أى مظاهرة من أى نوع تعتبر بالنسبلهم شىء مش ظريف , أخيرآ جتلنا الفرصة إللى هنمسك فيها البلد ولو شرك عن طريق الصناديق و المظاهرات إللى بتطالب بتطهير القضاء مش وقته و المظاهرات ضد السفارة مش وقته و المظاهرات ضد المحاكمات العسكرية مش وقته , المهم الصندوق يا محمد لكن مفتاحة مع الجلس يا تامر .

السلفيين

فى كتير من الناس معرفوش أنهم سلفيين إلا بعد ما الأعلام بدأ يصنف الناس على أنهم سلفيين و أخوان و صوفية , المهم أنهم ولا خدو قرش ولا عشرة من السعودية و كتير منهم لو قلتله تعرف محمد بن عبد الوهاب المنسوب إليه الفكر الوهابى هيفتكروا أنك بتتكلم عن محمد عبد الوهاب نجم البوب الشهير , التعريف الصحيح للسلفين بختصار هم مسلمين , و بس بدون الكريمة و الكريزة و الفوشيا و البوءبوء إللى كل واحد حطه على الدين , السلفيين دول ناس جم و قالك أحنا هنفكنا من الهلس دة و نرجع لأصل الدين هو دة الطريق اللى هيوصلنا للجنة و نعبر بيه من المغرز اللى مش ظريف دة إللى أسمه الدنيا , دول حفظين مش فهمين , و دة مش عيب , هو يعرف الدين من الكتاب و السنة و بعض الأجتهادات و مش ناوى حتى يدى لنفسه فرصة أنه يفهم  أى فكر تانى و بصراحة عنده حق , أنا سيبت دماغى لكل الناس لقيت نفسى قربت أتجنن , همممممممم , أو يمكن أصلآ أتجننت بس مش عارف و الناس بتاخدنى على قد عقلى , المهم فكرة أن السلفى يقفل دماغه دة صح و مليون صح و نفسى أعمل زيهم بس أعمل أية فى نفسى الحلوة إللى بتحب تاكل من كل الأطباق , دول بقة سعادتك عاوزين يطبقوا الشريعة بكرة الصبح بمعنى بكرة الصبح , رغم أن مشاهير التيار السلفى بيقولوا غير كدة بس الشعب السلفى عاوز بكرة الصبح البلد تمشى على الشريعة الأسلامية و أى حد له شوق فى حاجة أحنا مبنخفش , موتانا فى الجنة و موتاهم فى النار , أحنا بنثق فى ربنا و ربنا هينصرنا , عشان يوم القيامة على الأبواب و كل إللى بيحصل دة مؤشرات ليوم القيامة إللى لازم نستعدله كويس و أى مظاهرات بدون أمر من الشيخ فلان بالخروج دة غلط ” مع أن فى منهم كتير بيخرجوا من غير أمر من الشيخ ” بس الغالبية فى أنتظار أوامر المشايخ زاى ما حصل يوم جمعة الشريعة , السلفيين عندهم قدرة خزعبلية على تحريك الناس و لو هما عندهم خبرة سياسية أكبر كان ممكن يكسبوا الأنتخابات بس الموضوع مش سهل زاى ما هما مقتنيعين أنه فى أيديهم , أصل الأنتخابات دى عاملة زاى ماتش الأهلى و الزمالك مهما كان الأهلى قوى و الزمالك ضعيف متعرفش أية إللى ممكن يحصل فى الماتش خصوصآ لو جايبين حكم من كرواتيا ولا حكم يابانى ستة حصان .

الأشتراكيين

بما أنى لسة سنة أولى أشتراكية و لسة شارى الكتب و بقرأ فيها عشان أنا معجب جدآ  بالفكر الأشتراكى إلا أنى حتى الأن مش قادر أفرق بين الأشتراكيين و اليسار و الشيوعية , عشان كدة بتكلم عنهم أنهم حاجة واحدة إلى أن أستطيع التفريق بينهم  , المهم الأشتراكيين دول ناس والله زاى الفل , همهم الأول و الأخير العمال و الفلاحين , طالع عين إللى جابوهم فى المصانع و الورش و الشركات و بين الطبقة العاملة و الفلاحين و تلاقيهم منتشريين فى كل الأضرابات العمالية  و الأعتصامات اللى بنقول عليها مطالب فئوية كوخة , مع أن المطالب دى هى الثورة الحقيقة و تحقيقها فى مصلحة المجتمع عشان العمال لما يخدو حقهم و الفلاح ياخد حقه الشعب الفقير مش هيكون فقير و مستواه هيرتفع و يتعلم أحسن و ياخد رعاية أجتماعية أفضل و دخل أعلى , الأشتراكيين مش طمعانين فى المناصب ولا فلوس , عشان هدفهم الأسمى هو القضاء على الرأس مالية , فهم شايفين دائمآ أن الصراع فى الحتة  دى , صراع بين الطبقة الرأسمالية المستغلة للشعب العامل إللى هو الأصل و هو إللى بيجيب فلوس لأصحاب رأس المال ولازم نقضى على الرأس مالية عشان الحياة تكون أفضل و على فكرة التفكير دة صح جدآ بدليل أن سوق التنافس إللى بتفرضه الرأس مالية أدى إلى موت ملايين البشر , هتقول إزاى , الحروب أصلآ سببها روح التنافس بين البشر فى الحصول على السبق فى الأنتاج و الأفضلية فى الأنتاج و دة بالطبع محتاج مواد خام و طاقة زاى البترول و أرض زاى ما ألمانيا كانت بتحتل الأراضى الأوروبية , فكلما زاد التنافس زادت الصراعات فى حين أن الأشتراكية بتقول كل وسائل الأنتاج و المنتجات نفسها ملك للمجتمع ككل فابلتالى تقضى على أسباب التنافس و الحروب  .

أية علاقة الهبل إللى بقوله دة بمصر , أكيد له علاقة بمصر عشان بقى عندنا حزب العمال و الحزب الشيوعى المصرى و دول برضو عندهم أعتقاد تام أن العمال و الفلاحين معاهم و لما تيجى مرحلة الأنتخابات العمال لازم ينتخبوهم بس إللى ميعرفهوش الأشتراكين أن فى لقاء أسبوعى بين الأسلاميين و الناخبين أسمه صلاه الجمعة و كل الناس بتسمع كلام الشيخ خصوصآ الطبقة الغير متعلمة يعنى طبقة خريجى الجامعات , أيوة هم دول الطبقة الغير متعلمة , لأن الطبقة المتعلمة دى إللى بتعلم نفسها بنفسها بعد ما تخلص جامعة و تفهم أكتر و تعرف أكتر حتى لو ما أخدتش شهادات بس بتطور نفسها , الطبقة الغير متعلمة دى من فلاحين و عمال و صنايعية هينتخبوا إللى يقول عليه الشيخ فلان بتاع الجامع الراجل دة بركة و بتاع ربنا .

و بما أن فى ناس أشتراكيين عرفين أن الأنتخابات مش بتعتهم فا هم بيحاولوا يخدو حقهم و حق العمال ناشف , يعنى دلوقتى , أعتصامات و مظاهرت و ثورات لأن بعد المجلس و الرئيس مفيش حاجة مضمونة , فا خالينا فى العصفور إللى فى اليد , نضغط على المجلس و ناخد حق البلد دلوقتى مش بعدين , ثم بعد كدة إللى يجى يمسك نكون أحنا ظبطنا البلد و مش هيعرف يبوظ إللى أحنا عملناه و برضو دول بيفكروا صح , نستانا لية حكومة مش مضمونة ولا رئيس مش مضمون , نلعب بالكارت إللى فى أدينا , زادت القصة و تحولت لعنف دة حاجة غلط بس لازم نكمل الكفاح .

الليبرالين

و دول برضو مش هفرقهم عن العلمانيين عشان أحنا هنا فى مصر قرارنا نخليهم واحد , مش عارف أزاى بس أحنا عندنا كل المفاهيم بتختلف بدليل أنا أصلآ أسمى أوليفر و بقدرة قادر بقت أولفا برضو مش عارف أزاى بس قشطة , كذلك الليبرالية خالوها علمانية عشان خطرى لحد ما أخلص المقال بس و بعد كدة فكوهم تانى من بعض , المهم دول التبقة المثقفة الكلاس شبة الطبقة الأشتراكية فى الثقافة بس لكن دول مع الحريات فى كل حاجة حتى الأقتصاد الحر و أقتصاديات السوق و التنافس و أبل و ويندوز و أمريكا و الهوت شورت و التاتو و البنت الحرة و الولد الحر , و مفروض نظريآ دول المقابل ليهم اليسار الأشتراكى و لكن هايهات , دول عدوهم الأساسى و الرئيسى هم السلفيين ثم السلفيين ثم السلفيين ثم الأخوان فى الأخر , عشان دول خطر على الحرية و الديمقراطية و دول بتوع  قطع الأيد و الودن و الحجاب و النقاب و الحاجات البلدى المتخلفة دى  , الناس دى قبل الثورة و هم بيحاولوا أن مصر توصل للديمقراطية و بعد ما النظام مشى أكتشفوا أنهم أقلية و أن الشعب سلفى لو مكانش أخوان و لأنهم فى ظل حرية الرأى و التعبير إللى هم أخيرآ حصلوا عليها هيخسروا كل الحرية لما السلفيين يحكموا و هيرجعوا لعصر القهر و الأستعباد و المذلة و فيلم روت و كونتا كينتى , و بالتأكيد الكلام دة بتنجان على طعمية  سكالانص يعنى , فا الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق الراهن هو الدستور أولآ عشان نحط ضوابط تمنع السلفيين الشيريريين انهم يسرقوا حريتنا و البنطلون الجينز المحزق و البادى , أعمل فيهم أية ؟ دة انا شارياهم من مانجوا بالشىء الفولانى , ماينفعش , لازم السلفيين يخسروا و لو الاخوان جم هتكون كارثة , هنعمل فن هادف إزاى إزا الأخوان مسكوا البلد إزاى هنقدر ننتج فيلم عظيم زاى فيلم شارع الهرم ولا حين مايسرة ولا تك تك بوم ؟ السلفيين لازم يموتو .

المشكلة أنهم فى حربهم عن طريق القنوات الفضائية بيحربوا السلفيين بالتدريج بيحربوا الأسلام و هم مش وخدين بالهم و دى مشكلة فظيعة بالنسبلهم عشان مفيش حد حارب الأسلام إلا خد على دماغه , أحنا بناخد على دمغنا من زمان عشان سيبنا الأسلام و الليبراللين بيكراروا نفس المشكلة تانى بس هنقول أية ؟؟ هم شايفين كدة و صعب جدآ تفهمهم لأنهم مش عاوزين يفهموا أو يغيروا تفكرهم

الشرطة .

  يا عينى دول إللى خسروا كل حاجة يوم 28 يناير , دول حوسيتهم حوسا , معظمهم مش نضاف أصلآ لأنهم أشتغلوا فى الشرطة من عشرة ولا عشريين سنة و هم مقتنعين من ساعة ما دخلوا الكلية بالرشوة أنهم فوق الشعب , هم المستوى الأرقى من الشعب , يبهدلوا فى الشعب زاى ما هم عاوزين , و الشعب يقول حاضر و نعم و يهرب منهم و يستخبى و العيال التباعين يتضربو على قفاهم فى وسط الميكروباص من أمين شرطة و هم سكتين عشان حاجز الخوف منعه أنه يقول حاجة و راكب زاى حلاتى مش قادر أفتح بوقى لحسن أتاخد فى الرجلين مع التباع و يا عم ماليش دعوة , إذ فجأتآ كل دة سقط , كل الخوف سقط و أى ظابط شرطة ماشى فى الشارع دلوقتى بيتلفت حولية لحسن يجى عيل من بتوع علب المناديل فى الأشارة يسكعه على قفاه , أقول أية ؟ من أعمالكم سلط عليكم , لو كان ظباط الشرطة بيحترموا نفسهم من زمان و بيحترموا الشعب مكانش الوضع وصل لكدة و الشباب إللى بيضرب فى الشرطة بقلب جامد دول مش شباب تويتر و الفيس بوك , يا جماعة دول العيال إللى كانو بيتلموا بالليل لما يعدوا من لجنة ولا حاجة , جتلهم الجرأة لما شافو شباب النت بيضربو الشرطة يوم 25 يناير , بس هى دى فرصتنا ناخد حقنا من ظباط الشرطة إللى بهدلونا ياما , والشباب دول بتوع الطبقة الفقيرة مش هيرجعوا عن تهزيىء الشرطة و هم لبسين عباية الثورة , هم برضو إللى خلصوا على الشرطة يوم 28 يناير و إللى ينكر كدة كداب , عيال إللى بنقول عليهم بيئة ظبطوا الشرطة و كل صدام بيطلعوا يظبطوا الشرطة

أزاى بقى سعادة الباشا الظابط يستوعب أنه ممكن يكون مواطن عادى يحترم القانون و ياخذ أجرائات القبض الصح و يدين المتهم بجريمة , ميقدرش يعمل كدة لأنه ميعرفش , يعنى أية خلاص ؟ كل شىء أنتهى ؟ لا لا لا فى أمل , الشرطة هتركب تانى , هى شوية بس و الشعب دة هنعلمه الأدب و هيركع تانى و انا فلوس الرشوة عشان أدخل كلية الشرطة ماراحتش أونطة و سنين التكدير و التعذيب من الرتب الكبيرة مش هتروح أونطة , أنا لازم أرجع هيبة الشرطة تانى و هترجع تانى عشان دول شعب مش بيفهم إلا لغة الكرباج و أنا لازم أحمى المجتمع من الناس البيئة عشان التوازن يستمر و الأوضاع تستاتب , ألفق تهم و أهين المواطن الفقير عشان إللى زايه يخاف يتجرأ و يحاول يتطاول على أسيادة من الطبقات الأخرى زاى الطبقة الوسطى و الطبقة الغنية , انا ظابط شرطة برتكب المخالفات عشان أحمى المجتمع و أنا شايف أن دة صح حتى لو المجتمع قال أن دة غلط , الناس دى مش فهمة حاجة أنا بس إللى صح ولازم نركع الشعب دة و هى دى مهمتى .

الفا تيتو

الألترس الأهلاوى …… و قصة الثيران الأربعة

قصة منقولة من أسطورة قديمة

يحكى ان هناك فيل قد مات وترك من بعده ومن ضمن املاكه اربعه ثيران(ثور ابيض وثور احمر وثور اصفر وثور اسود)
تشردت الثيران كثيرا ولان عله العبوديه لازالت بها اتفقت على ان تبحث على مليك جديد لها فدخلوا غابه كبيره كانوا في الاصل من سكانها قبل صك عبوديتهم الاولى للفيل الميت
اخذوا يبحثون كثيرا فقالوا نبحث عن الاغنى ملكا والاقوى بدنا ليحمينا بغناه وقوته ( اوليس لديهم الغنى والقوه ) فجأة سمعوا زئيرا تهتز له ارجاء الغابه فقالوا : هاهو من سنعطيه صكوكنا فهو يبدو من صوته العظيم انه عظيم هرولت الثيران لسيدها الجديد تبحث عنه وجدته بعد عبور نهر عظيم يفصل بين جزئي الغابه الغني والفقير وبزئرة من السيد الجديد كانت الثيران قد ارخت ارجلها وايديها لتقدم فروض الطاعه والولاء لملك الغابه الجديد
قال الاسد للثيران انقلوني من هذا الجزء الفقير من الغابه الى جزئكم الغني فانا اعرف الكثير من شوؤن الحكم لنجعل ذلك الجزء الغني اغدق عطاءا واكثر منفعه لنا جميعا هرولت الثيران ثانيه لتنقل على اظهرها مليكهم الجديد لضفه الغنى للنماء والبناء ويالثيران القويه مليكهم من منخفه وزنه فهو هزيل نقل في ثوان معدودات للضفة الاخرى بسواعد متينه من ثيران عصيه عتيده
في اليوم التالي كانت الثيران ترعى في المرعى والاسد المليك يرمق ثيرانه المملوكه بنظره يعرفها كثيرنا شط ونط احد الثيران الاربعه عن المرعى مهرولا ليبدي طاعته واهنمامه بمليكه الجديد وهو الثور الاسود وقال لسيده (سيدي مابالك لاتأكل معنى فالمرعى وافر وحلالا طيبا ) قال الاسد العرمرم:انه منشغل في التفكير في طريقه لحمايه المرعى بحيث لايذب اليها غازيا من شذاذ الافاق للمرعى والغابه كلها
مال الثور الاسود لسيده فقال له مرني ياسيدي ستجدني طائعا مطيعا .قال الاسد ان في لااجد في المرعى سوى ذلك الثور الابيض فاين اخوانه ذاهبون قال الثور هم في رحله ياسيدي لغابه البقرات البيض .
مال الملك الاسيد هامسا في اذن مقربه الاسود قائلا اصدقني القول ياوزيري الاسود اوليس لون صديقا الثور الابيض لافت للنظر بسطوعه وانعكاسه وخصوصا للصيادين لعل احدهم ياتي ويقضي علينا جميعا ، قال الثور الاسود : بلى بلى ياسيدي انه لافت للنظر ، مرني ياسيدي أأطرده من غابتنا الحبيبه ، قال الاسد : لا لا اريد ان يقال عني باني ظالم اطرد من قومي دون سبب ، قال الثور الاسود فماترى ياسيدي قال المليك المعظم : اني لست جائعا الان لكن للضروره احكام كما تعلم … ( سأكله ) ولنقل لاخوته انه قد لحق بكم والى الان لم يعد ولعله ضاع او قتل ، قال الثور الاسود نعم الرأي ياسيدي ،فوثب الاسد الهزيل على الثور الابيض الوحيد فالتهمه من كبره في ساعه والثور الاسود ينظر لضرورات تبيح المحضورات
عادت الثيران من رحلتها سائله عن اخيهم المفقود فرد الثور الاسود بتحمس من ان اخاهم لم يعد ولعله تاه او مات وبعد يام قليله كانت الثيران قد نست اخيها المفقود
وذات يوم لمع وبر الثور الاحمر فلمعت فكره في رأس الملك الغضنفر .فتأفف بتقزز مبديا امتعاضه امام وزيره الاول ( الثور الاسود) وقال كم كنت في زماني اهجم على ثيران حمر بسبب حمره ولمعان ظهورها . اني محتار ياوزيري ان رأه اسد غيري سوف ينتهك ملكي فنصبح طعاما سائغا لغيرنا وانت تعلم مدى وهني فاني لم اكل منذ فتره طويله فماتشير علي ياوزيري العزيز قال الثور الاسود كله كله ياسيدي لتتقوى وتحمينا في كنفك الحصين فأكل الثور الاحمر كأخيه غير مأسوف عليهما
مرت الايام فخارت قوى الاسد المتين ولم يتبقى فيه شيئا يعمله سوى عقله . مر الثور الاسود ( الوزير ) فرأى سيده فقال له :مابالك ياسيدي مهموم لاتزمجر كالعاده فقال الملك افبغير رعيتي مشغول وانت ترى كيف آل حال مرعانا من غنى الى فقر مدقع اسمع ياوزيري المقرب :ان اناث شعبي ولودات وهذا يزيد من تدهور مرعانا وزيادة فقرنا ولابد من ايجاد طريقه تحد من كثره شعبنا العظيم . ولدي فكره اشركك فيها فاذا مااكلت ثورنا الاصفر المزواج ثم اوكل اليك مهمه الزواج من اناث شعبنا وانا اثق في انك ستنظم تلك العمليه وكبح عواطفك الوثابه ،صاح الثور الاسود مزهوا بنفسه (الله ، الله ) ياسيدي على رصانه فكرك وسداد حكمك .. كله.. كله ياسيدي ، قفز الاسد متعثرا من هرمه الا انه افترس ثورنا الاصفر المزواج وآلت زوجاته للثور الاسود الباقي الناجي الوزير.
وفي يوم وبينما كان الاسد المضفر بين ابنائه ( الصغار الجدد ) مر به وزيره الثور الاسود فسأله الاسد كيف اناثك ياعزيزي فقال الثور وهنت ولم استطع ان ارضيهن وقل شعبك يامولاي ،قال الاسد الملك ان كان قد قل فهذا افضل ولكن الافضل ان لاينجب شعبي اكثر من الاناث وانا واولادي الان اشد جوعا مما مضى وانك لشهي ايها الوزير ؟! فوثب مليكنا المظفر على ثوره الاسود ليأكله فصاح الثور الاسود الوزير قائلا : واللهي ما أكلت الايوم ما اؤكل اخي الثور
الابيض لكن هيهات و آآآه من هيهات والاسد وصغاره ومن ثيراننا السود.
إنها رسالة لكل ذي لب فقط
ما حدث فى مبارة الأهلى و كيما أسوان الأخيرة من تعامل عنيف مع جمهور الأهلى الشرس الشرير الفظيع المريع السىء , أطلق عليه من الأسماء ما تحب و لكن تظل حقيقة واحدة ثابتة , هى هل هذا هو التعامل الطبيعى من قوات أمن ” مسؤلة ” مع جمهور أغلبه من الشباب الذى لم تجف بعد دمائة التى سالت على ميدان التحرير و كل ميادين مصر ؟ هل هذا هو التصرف الأمثل لتهدأة الأمور للذين يدعون إلى الألتزام بالتهدئة ؟؟ هذة ليست تهدئة , هذة ليست مسؤلية ؟ أن كانو قد شتموا أحد فهل رأيت مبارة فى كرة القدم فى العالم لن أقول مصر فقط لم يقوم الجمهور بالسباب ؟؟ هل كان هذا هو الرد فى كل مبارة ؟ و لكن الكلب يرفض أن يشتم سيده , يرفض أن يسمع حقيقة سيده و حقيقته هو شخصيآ ’ يشعر أنه كلب , يعرف حقيقته , فلابد من كتم تلك الأصوات التى تجعله يرى نفسه على حقيقته , لابد أن يدافع عن سيده حتى يشعر هو بالكرامة التى فقدها يوم أن قبل أن يعمل فى مؤسسة كمؤسسة الداخلية , معذرتآ يا سادة فهذة هى الحقيقة , لم تقوموا بثورة بعد , نعم الثورة لم تبدأ بعد و كل من يطالب بالتهدئة ما هو إلا مغيب يساعد على عودة مصر إلى الخلف إلى عصر مبارك و الدولة البوليسية و ضياع حق الشهداء و أستمرار المحاكمات العسكرية للمدنيين , فلو كان مبارك و العدلى قد تم القبض عليهم فى مسرحية مفضوحة و المحاكمات السورية التى نراها من حين لأخر , لا بد أن تعلم أن كل هذا كذب و الهدف أن يتعلق الناس بأمل الأنتخابات التى لن تفرز إلا أعضاء الحزب الوطنى فى مجلس الشعب و عمرو موسى أو عمر سليمان فى الرئاسة و يعود الجميع إلى المعتقلات و لكن هذة المرة لن يجد الثور الأسود من يقف إلى جانبه أمام طغيان الداخيلية لأنها سوف تكون قد أستوعبت الدرس جيدآ و لن تترك الفرصة لحدوث ما حدث يوم 28 يناير مرة أخرى .
عفوآ يا مريض ستوكهولم لن تحصل على الأستقرار الذى تحلم به و مستعد أن تتنازل عن حريتك مقابل الأمن , لن تحصل على الأمن و لن تحصل على الحرية بل ستندم على تلك الأيام التى كانت أمامك الفرصة للتغير الحقيقى و الجذرى فى التخلص من نظام وضع بلدك فى ذيل الأمم
و سوف يكون لسان حالك ……… لقد أكلنا يوم أكل الثور الأبيض .
الفا تيتو

طلب للألتحاق بجماعة الأخوان المسلمين

 


طلب للألتحاق بجماعة الأخوان المسلمين

by Olva Tito on Tuesday, September 7, 2010 at 1:57am

السيد \ المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين

 

تحية طيبة و بعد

أحب أن أعرف سيادتكم بشخصى المتواضع , انا شاب مصرى فى العشرينات من عمرى ,  لفترة طويلة كان كل طموحى هو التعليم ثم الحصول على وظيفة مناسبة ثم الزواج من بنت الحلال و أنشاء أسرة مصرىة عادية جدآ ’ ولكنى مع الوقت و أحتكاكى بطبقات المجتمع المتعددة أكتشفت أننى لا بد أن يكون لى هدف فى الحياة أعيش و أموت من أجله , فالحياة ليست مجرد أسرة و أولاد و تربيتهم ثم الأستعداد ليوم الرحيل .

هناك مقولة عن الدكتور مصطفى محمود رحمه الله و هى ”  قيمةالأنسان هى ما يضيفه للبشرية منذ ميلادة إلى لحظة موته ” , لذلك كنت دائم البحث بين الناس و بين الطبقات المتعددة فى المجتمع المصرى عن المجتمع القادر على تحقيق ذاتى و هدفى و هو أحداث الفارق فى البشرية خلال حياتى القصيرة , فلا أخفى عنكم لحظات الطيش أيام الدراسة فى المرحلة الثانوية ثم الخروج فى سبيل لله مع جماعات مثل جماعة التبليغ و الدعوة و محاولة الأنضمام ألى مجتمع الرياضيين بحكم ممارستى لرياضة السباحة لفترات طويلة ولا اود أن اطيل عليك حيث أننى رأيت كثير من المجتمعات الصغيرة داخل مجتمعنا المصرى على أختلاف مذاهبهم و أفكرهم , من صوفية و أشتراكية و حزب وطنى و وفديين و ماركسيين و علمانيين , فجميل جدآ أن يكون فى مجتمعنا المصرى كل هذا التعدد فى الأفكار و انا من طبيعتى لا أحكم على الناس من الظاهر , فكل شخص يرى الأمور من وجهة نظره الشخصية التى بناها عن قناعات و مواريث ثقافية سابقة فى حياته , ولكن كثرة التعدد و الأختلاط بكل هذة الأفكار خلق عندى و عند كثير مثلى نوع من أنواع عدم الثقة و عدم القدرة على تحديد الطريق الصحيح فى الحياة , هنا فقط فهمت لماذا نصلى كل ركعة و نبدأها بالفاتحة حيث نقول مع كل ركعة ” أهدنا الصراط المستقيم ” هنا فقط عرفت أننا فى غرفة مظلمة و طريق كلنا مشتركين فى نقطة البداية و لكننا مشتتين بين مئات بل ألأف و ربما ملايين الطرق التى لن يفلح منها ألا طرق واحد فقط , و هو الصراط المستقيم الذى لا يهدى أليه ألا ألله سبحانه و تعالى .

 

لذلك كان دعائى عند كل صلى أن يهدينى السبيل و أن أجد الطريق الصحيح فى هذه الدنيا إلى أن شاء القدر أن أشاهد أحدى حلقات مسلسل الجماعة للكاتب وحيد حامد , و أننى أود ان أشكر هذا الرجل لمجهوده الكبير فى محاولة تشويه صورة الأمام الشهيد حسن البنا , لأن هذا التشويه المتعمد لا معنى له ألا أن الأمام الشهيد كان على حق و ان الذين هم على الباطل يستخدمون كل الطرق لمحاربة الحق و طمس معالم الطريق الصحيح , ولا يدرون أنهم بهذه الطريقة يرشدون الناس إلى الطريق , فليس من المعقول أن يهاجم رجل مثل وحيد حامد و هو من أباطرة الفنانين و السنمائيين فى مصر الأمام الشيهد حسن البنا و يكون وحيد حامد على صواب و المطلوب أن يقتنع الناس بكلام و الوصف المشوه لجماعة مثل جماعة المسلمين كان لها دور كبير فى محاربة الأنجليز و مساندة جمال عبد الناصر للوصول للحكم قبل أن ينقلب عليهم , و أعتماد أنور السادات على الجماعة فى القضاء على الشيوعيين قبل أن ينقلب أيضآ عليهم ثم يأتى من بعدهم النظام الحاكم الحالى الذى يجد كل الوسائل و الأمكانيات للقضاء على الجماعة فى حين أن الجماعة تزداد قوة و شعبية عند الناس يومآ بعد يوم ليس لأنهم الأفضل ولكن للخوف العظيم الذى تسببه الجماعة للنظام الحاكم حتى أنها مولت عمل كبير على مستوى مسلسل الجماعة للدعوة ضد جماعة الأخوان المسلمين مما يذكرنى بأيام بداية الدعوة الأسلامية على يد سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم عندما نشر المشركيين أتباعهم ليحذروا الناس فى فترة الحج فى مكة من الأستماع للنبى صلى الله عليه وسلم و ما كان من الناس ألا أنهم أثارهم الفضول لمعرفة كلام هذا الرجل الذى يدعوا إلى دين جديد , وكان هذا التحذير سببآ من أسباب أنتشار الأسلام سريعآ خارج حدود مكة المكرمة , و لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم المثل ألأعلى ألا أنها نفس الرسالة و نفس طريقة الهجوم على الأسلام و التى أدت فى النهاية ألى زيادة معرفة الناس بجماعة الأخوان و أهدافها و تاريخها و رموزها مثل حسن البنا و السيد قطب مؤلف كتاب فى ظلال القرءان و الهضيبى و كثيريين مما لا أعلم عنهم شىء .

لذلك أرجوا قبول طلب التحاقى بجماعتكم التى سوف تمثل مستقبل مصر و الأمة الأسلامية إن شاء الله

شاب مصرى

تأليف : الفا تيتو

القاهرة

07-09-2010