الاشتراكية و الأسلام

الاشتراكية و الأسلامية

الكثير منا لا يعلم شىء عن الاشتراكية و مفاهيمها و أهدافها و طرق تطبيقها إلا عن طريق ما كان يقال فى وسائل الأعلام المحلية فى عهد النظام السابق و الغريب إننا كنا متأكدين أن ألة الدعاية التى كان يملكها النظام السابق تقوم بتشويه ما نؤمن به مثل التيار الأسلامى و محاولة لصق تهمة الأرهاب به و لكننا لم نحاول أن نستوعب أنه يشوه أيضآ كل الأيديولجيات الأخرة مثل التيار اليسارى و التيار الليبرالى , فالأول كان يتهم بالكفر و الألحاد و الثانى كان يتهم بالفجر و الفحشاء و لم يحاول معظمنا  حتى  التفكير فى تكذيب ما كان يقال و لكننا كنا نكذب كل ما  يقال على التيار الاسلامى  فقط .

لذلك كان من الطبيعى بعد سقوط النظام أن تظهر حقائق كثيرة لم تكن واضحة المعالم من قبل , ففى الوقت الذى كنت أبحث فيه عن اى كتاب فى معرض الكتاب عن الماركسية و الاشتراكية فى الماضى ولا أجد , ظهر فجأة هذا الفكر و هذا التيار بقوة على الساحة و كذلك باقى التيارات ” و لكنى معنى بالتيار الاشتراكى أكثر فى هذا المقال ” مما أتاح لكثير من الناس للتعرف على رموز هذا الفكر مثل الأستاذ كمال خليل و الأستاذ سامح نجيب و الصحفى حسام الحملاوى إلى أخره …

فبعد أن كان كل توجهى الشخصى منصب على التيار الاسلامى أكتشفت أنه يوجد تيار أخر له نفس الأهداف تقريبآ و مع محاولة القراءة فى الفكر الاشتراكى و جدت أنهم متشابهين إلى حدآ كبير مما يدعوا للأستغراب , فالأسلام يدعوا إلى المساوة بين الناس كما فى الحديث الشريف ” لا فرق بين عجمى ولا عربى إلا بالتقوى “

( رجاء التأكد من صحة الحديث )

و هذا تقريبآ ما يرمى إليه كارل ماركس فى نظريتة عن الدولة الشيوعية حيث يكون فيها كل أفراد المجتمع متساوين و هم من يمتلكون وسائل الأنتاج , يوجد تشابه كبير بين التوجه الأسلامى و التوجه الشيوعى ولكن فى الأسلام يرتقى عن المنهج الشيوعى فى الجانب الروحانى الذى يهمله تمامآ المنهج الشيوعى أو الاشتراكى بصفة عامة حيث أن جوهر هذا الفكر هو المادية البحتة ولا مجال لأى أعتماد أو تفكير روحانى ” دينى كما يسمى ” .

و فى الاسلام أيضآ نجد الأنحياز المطلق للفقراء و هذا فى كثير من الأيات و الأحاديث على سبيل المثال لا الحصر :

أَوَّل مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِين تُسَدَّ بِهِمُ الثُّغُورُ ….. حديث شريف  

( رجاء التأكد من صحة الحديث )

و نجد فى الأسلام الحث الدائم على الصدقة و على الزكاة و توزيعها على المحتاجين و المساكين

فى حين نجد أن هذا هو نفس التوجه فى الاشتراكية و هو النحياز التام للفقير و العامل و الفلاح الذين يعتبرون عصب المجتمع الحقيقى و جوهره و لكن الفارق فى الاشتراكية أنها تدعوا أن يحصل الجميع على نفس القدر من الاحتياجات الاساسية مثل التعليم الراقى و الرعاية الصحية الممتازة و المسكن الملائم لكل و كل هذا يكون متوفر لكل أفراد المجتمع دون تميز و دون طبيقة و بالتالى تنتهى مشكلة الفقر من الاساس .

و هنا أجد نفس الهدف مع أختلاف الأسلوب , كلا المنهجين او الفكريين يبحث عن حل مشكلة الفقير فى الحصول على حياة كريمة و لكن الأختلاف فى طريقة معالجة المشكلة , أو يتم العلاج من الأساس كما هو الحال فى الاشتراكية أم نترك التفاعل الأقتصادى الطبيعى يحدث بين أفراد المجتمع و بالتالى ينتج عنه الفقير و الغنى بطبيعة الحال بسبب أختلاف أمكانيات كل فرد منا , أنصار التيار الأسلامى يجدوا أن هذا أمر طبيعى أن يكون هناك فقراء و أغنياء و لكن مع تطبيق الدين الصحيح و أرتفاع مستوى الأيمان عند الناس سنصل بالمجتمع بنسبة 0% فقراء كما حدث فى عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز , و أنصار الفكر الشيوعى أو الأشتراكى يروا أنه لا يمكن الأعتماد على درجة إيمان المجتمع لتصحيح كفة الميزان بين الفقير و الغنى فى المجتمع ولا بد ان يكون العلاج من الجذور بمنع الطبقية و أزالة الفجوه بين الفقراء و الأغنياء .

الهدف تحقيق الوفرة …. فى كل التيارات و الأفكار و المناهج نجد أن الهدف هو تحقيق الوفرة للمجتمع و لكن يركز كل تيار على طريقته و أسلوبه فى حين أننى أرى أننا يمككنا أن نجرب خصوصآ بعد التخلص من فترة طويلة عاش المجتمع المصرى فى غيبوبة تامة عن التطور العالمى لولا الأنترنت لستمر الوضع عقود أخرى .

لماذا لا يحصل التيار الأسلامى على الفرصة كاملة لتحقيق الوفرة للمجتمع  رغم اعتراضى على طريقة التطبيق لأنها تعتمد على مجتمع ” مؤمن بحق ” و تعتمد على مجتمع ” يفهم ” الأسلام بحق … وهذا مالا أجده فى مجتمعنا الأن , فالغالبية العظمى من المجتمع لا تعى الأهداف الرئيسية من الأسلام ولا تستوعب الكثير من أهدافه و بالتالى ربما يؤدى تطبيق المنهج الذى يتبناه الأسلام السياسى إلى مزيد من الفجوة بين الفقراء و الأغنياء لأن شرط الأيمان أنتفى من غالبية المجتمع , ولكنى أرى أننا فى حاجة ماسة لفهم الأسلام الصحيح أولآ و التعريف بالمنهج النبوى الصحيح قبل أن نبداء فى تنفيذ البرنامج الأقتصادى , ولا يوجد أى عيب أو مشكلة فى تنفيذ برنامج للحكومة يعتمد على الأسلام فى كل شىء و مراعاة حدود الله مع تنفيذ برنامج أقتصادى يحمى السوق الداخلية من خطر الخصخصة و السوق المفتوحة و يزيد من سيطرة الدولة على الأقتصاد و السياسات النقدية كخطوة ضرورية لحماية الطبقات الفقيرة من توحش الرأسمالية العالمية .