وصل أحمد إلى محطة الأتوبيس فى شرم الشيخ فى الساعات الأولة من الليل تقريبآ فى حدود الساعة الثامنة و حاول عبثآ أن يجد ميكروباص يأخذه إلى الفندق فلم يجد فسأل أحد العمال المنتظرين معه على الطريق .
أحمد : هو فين الميكروباصات ؟ كلهم ماتو ولا أية
أحد العمال : سمعت أن قبيلة طايع خطفت خواجة النهاردة الصبح و أمن الدولة أتنجنن على البلد كلها , أكيد بيفتشوا الميكروباصات عربية عربية
أحمد : هو قبيلة طايع دى مش هتهمد بقة
أحد العمال : أمن الدولة ماسك منهم كتير عشان الأسلحة إللى بتتهرب من السودان عن طريق شرم الشيخ للغزاوية , أصل أمن الدولة وظفته الأولى هى حماية بلدنا الحبيبة أسرائيل
أحمد : يحرق أسرائيل على أمن الدولة على غزة على الفلسطينيين على المصريين على البدو على قبيلة طايع , انا ماشى
و أنطلق أحمد سيرآ على الأقدام إلى الفندق و عندما أقترب من بوابة الفندق الخارجية شاهد سيارة تتوقف أمام سائحة أجنبية و نزل منها بدوى يحاول جذبها من يدها بالقوة و هى تحاول الهرب و تصرخ , ترك الشنطة التى كان يحملها و أنطلق لأنقاذ الفتاة فهجم على البدوى و أسقطه أرضآ و بدأ صراع ضارى بين الرجلين فى حين أتجهت السائحة إلى حجرة الأمن الذى كان سمع صوت صراخها و كان يضع مسدسة و يتجه خارج الغرفة تحدثت أليه بلأنجليزية :
كاترين : المساعدة
الأمن بلغة عربية و للهجة صعيدية و هو يشاور إلى الغرفة : أدخلى جوه , أدخلى أدخلى
كاترين فهمت أنه يطلب منها الدخول إلى الغرفة فدخلت و أنطلق فرد الأمن إلى الخارج و هو شاهر مسدسة فوجد أحمد يصارع الرجلين و كادا أن يفتكى به لولآ ظهور فرد الأمن و أطلق عيارين فى الهواء , فتركا البدويان أحمد أرضآ و دخلا إلى السيارة و أنطلقا هاربيين , توجه فرد الأمن إلى أحمد لكى يطمئن عليه .
الأمن بعد أن أحضر شنطة أحمد الملقاة على الأرض : أنت كويس يا أحمد ؟
أحمد و هو يحاول إيقاف الدماء السائلة من رأسه : انا تمام بس ولاد الكلب دول هربوا , هى فين الخوجاية
الأمن : فى الأوضة بتاعت الأمن متقلقش , هى تمام المهم نوقف الدم اإللى نازل من رأسك دة
أحمد : هو الجرح كبير
الأمن : لا بسيطة بس محتاج مكروكروم و تبقى تمام
أحمد و هو يسير بجوار فرد الأمن متجهين إلى الغرفة : هم ولاد طايع دول برضو ؟
الأمن : شكلهم كدة , أمن الداولة قالب عليهم الدنيا و هما رسهم و ألف سيف يطلعوا الرجالة إللى الحكومة مسكاهم
و صل الرجلين إلى الغرفه و كانت كاترين جالسة فى حالة هلع بعد ما حدث و قامت عندما رأت أحمد ينزف دماء لتجلسه مكانها و سألت فرد الأمن بالأنجليزية : هل لديك أسعافات أولية ؟
لم يفهم فرد الأمن ما قالت كاترين فنظر إلى أحمد الذى قام بالترجمة : بتسألك إذا كان عندك قطن و شاش و كدة
الأمن : أيوة أيوة , عندى
و فتح أحد الأدراج و أخرج بعض القطن و الشاش و المكروكروم و أعطاهم لكاترين التى أخذتهم و بدأت تطهر الجرح لأحمد و تضع القطن و الشاش بأحتراف و كأنها فعلت هذا طوال حياتها , و فى المقابل أحمد كان مهتم بأمور أخرى فكان كأى رجل يشاهد أمرأة جميلة يقوم بالنظر إلى كل جزء من جسدها من أخمص قدمها إلى عينيها الزرقاوين الجميلتين و شعرها الطويل الكستنائى اللون و هى تحاول مرارآ و تكرارآ أن تزيحه من أمام عينيها بسبب نعومته لكى تتمكن من رؤية الجرح .
فتحدث أحمد إليها بلأنجليزية : أنك تستخدمين هذة الأدوات بشكل جيد
كاترين :كنا ندرس فى المدرسة كل عام كيف نقوم بلأسعافات الأولية , فتجد كل الألمان يستطيعون التصرف فى مثل تلك المواقف
أحمد : نحن نتعلم فى المدرسة طوال العام كيفية شرب الشيشة
كاترين و هى لا تبتسم لدعابة أحمد و فى قمة التركيز : لذلك عندكم أفضل شيشة
أحمد : أفضل شيشا عندنا فى البلدة , هنا مجرد دخان فى الهواء
كاترين و قد أنتهت من تنظيف الجرح و وضع القطن و الشاش حوله : الأن يمكنك الذهاب , شكرآ لأنقاذك لى و لا أعرف كيف أرد لك الجميل و لكنى على موعد فى نعمة باى و قد تأخرت
خرجت من الغرفة متجهة إلى الفندق داخل القرية فلحق بها أحمد بعد أن شكر فرد الأمن و أخذ حقيبته
أحمد : أظن أنه من الأفضل أن تعودى إلى الفندق و تتصلى بشرطة السياحة لتحكى لهم عن الواقعة
كاترين : أفضل أن لا أفعل , لا أريد مشاكل فى بلد أجنبى , أنها أيام و سوف أغادر
أحمد : و تقولين عن مصر أنها بلدة خطر و بها أرهاب
كاترين : بل بالعكس , سوف أحكى عن أبطال مصر الذين أنقذونى و عن مغامرتى , الكثير يدفعون الأموال فقط للحصول على أى مغامرة تخرجهم من حياة الملل فى أوروبا و أنا حصلت عليها مجانآ
أحمد : أتمنى أن تفعلى ذلك و لكى أكون أتممت ما بدأت , لا بد أن أصحبك إلى المكان التى أنتى ذاهبه إلية
كاترين : لا أريد أن أثقل عليك
أحمد : أبدآ , أنه واجبى أتجاه بلدى
كاترين : شكرآ جزيلآ ولكننى أفضل أن أذهب بمفردى , فقط أريد سيارة أجرة , أنا كنت فى أكثر بلاد العالم خطورة و مع ذلك كنت أتصرف بمفردى ولا أخاف شىء , نيويورك و ريو دى جانيرو يحدث فيهم أكثر من ذلك و مع ذلك كنت اتحرك بمفردى
أحمد : كما تشائين لا أريد ان أثقل عليكى
دخل أحمد إلى الفندق و بصحبته كاثرين فما أن ظهر فى بهو الفندق حتى أستقبله أصدقائه العاملين بحفاوة بالغة ولاحظت كاترين كم الحب الذى يحظى به أحمد بين العاملين ولكن كعادة الألمان , لم تهتم بتلك الأمور , فهو فقط تلاحظ ولكن لا تظهر , و تمنت لو أن تلك المشاعر الدافئة توجد بين موظفين شركتها , أنها حقآ مشاعر جميلة تجعل قسوة ساعات العمل تمر سريعآ , لم يضيع أحمد وقت طويل فى التحدث مع زملاء العمل و ذهب إلى موظفة الأستقبال و طلب منها سيارة أجرة و أخبرته أنه توجد سيارة فى الخارج مستعدة للذهاب إلى خليج نعمة و بالفعل أستقلت كاترين السيارة و طلب من السائق أن لا يتركها حتى يأتى من هى ذاهبة للقائه و أعطى بعض المال للسائق لكى لا ينسى .
أنطلقت السيارة الأجرة تشق الطريق إلى خليج نعمة و كان علاء بالفعل فى أنتظار كاترين عند الموقف المخصص لسيارات التاكسى و ما أن رأى كاترين حتى رسم على وجهة أبتسامة و قبل كاترين على خديها و سأله
علاء : ماذا أخرك كل هذة المدة ؟
كاترين : تعرضت لحادث بسيط
علاء و هو يحاول أظهار الأهتمام : ماذا حدث ؟ هل أنتى بخير
كاترين فى لا مبالاة : لا شىء كبير , المهم ماذا عن رحلة الغطس
علاء : أولآ أحب أن أعرفك على صديقى و مدير مركز الغطس و الرحلات , عيسى , هو يعمل أيضآ مع فى الفندق
كاترين و هى تسلم على عيسى : نعم لقد رأيته , أهل بك
علاء : هيا بنا نجلس فى أحد المقاهى , حيث مكان ألتاقى بكل الأصدقاء , أنها مقهى جميل سوف تحبيه
كاترين و هى ترى المكان من حولها : انه فعلآ مكان جميل , أشعر أننى فى كان فى فرنسا أو إبيزا فى أسبانيا , المكان هنا فعلآ أكثر من رائع , لم أن أتوقع أن يكون هناك مثل هذا المكان فى مصر
و صل الثلاثة إلى مقهى فى منتصف ممشى خليج نعمة و طلب علاء البيرة للجميع و شيشة له و لعيسى
علاء : أتريدين أن تجربى الشيشة ؟
كاترين : أنا لا أدخن , معذرتآ و لكنى أعتبرها حماقة
علاء : بسبب انها حماقة فنحن قررنا أن نتخلص من كل التبغ بالحرق , هل تساعدينا فى التخلص منه ؟
مرة ثانية لم تفهم كاترين الدعابة و لكنها شعرت أنها لا بد أن تبتسم لأن علاء يبتسم
كاترين : أريد أن أعرف أكثر عن رحلة الغطس
علاء بالعربية : إية النظام يا عيسى , عايز رحلة هدفع أنا الفلوس ….. إية النظام ؟
عيسى : أنا مفيش عندى مشكلة عدة الغطس تحت أمرك , دى بتعتى و انا مش هكلفك كتير , المشكلة فى الغطاس إللى هينزل معاها , أكيد عاوز فلوس
علاء : متشوف الواد وليد ولا كريم يطلعوا الطلعة دى
عيسى : يا كبير أنت عرفهم , اليهود نفسهم مبيخدوش منهم ولا حق ولا باطل و ميتين على القرش
فى هذة اللحظة رن جرس تليفون عيسى و نظر عيسى بفرح لعلاء و لكن علاء لم يفهم
عيسى : حبيب هارتى , أبو حميد , أنت فين ؟
أحمد على الطرف الأخر و هو فى الفندق : أزيك يا عيسى , وحشنى يا معلم , أنت فين ؟؟ أشوفك أمتى عشان نظبط موضوع الشغل , أنا جايلك مخصوص
عيسى : والله أنت إبن حلال يا أحمد , فى رحلة بكرة لدهب , جروب خواجات طلعين يغطسوا فى البلو هول و أنت أجدع من يغطس فى البلو هول , أنت معانا بكرة يا معلم , شوفت , تظبيطة فى الجون أهه
أحمد : بكرة الساعة كام
عيسى : حظبط و أكلمك , أدينى بس نص ساعة و انا هقولك على كل التفاصيل
علاء : فهمتك يا قرد , هو دة , أحمد يغطس بيها مجانآ , عشان يعرف يهرب منى الفلاح
عيسى : بالهداوة يا كبير , مش عاوزينه يهرب مننا
كل هذا و كاترين لا تفهم ماذا يحدث فنظرت لعلاء الذى أبتسم إليها بدوره و قال
علاء : لقد وجدنا رحلة لكى فى الغد الباكر إلى مدينة دهب , تبعد عم شرم 100 كيلو متر و بها أماكن رائعة للغطس و بها البلو هول المشهور
كاترين : لم أسمع بهذا المكان من قبل و لكننى اريد ان أزوره و أغطس هناك إذا كان بهذة الشهرة , كم سوف تتكلف الرحلة ؟
علاء : انها هدية منى
كاترين : شكرآ جزيلآ لكرمك و لكنى أتحدث بجدية , كم تتكلف
علاء و هو يحاول أقناعها : أنها فعلآ هدية منى لكى , يمكن أن تعتبريها بداية صداقة بيننا أو ترحيب بكى لزيارتك الأولى لمصر
كاترين بحدة و هى تفهم ماذا يريد علاء جيدآ : إذآ لن أذهب إلى هذة الرحلة و شكرآ جدآ لوقتكم
علاء : أو او او اوووو , هدئى من روعك , لم أكن أقصد غير أن أكون كريمآ ’ إذا كنتى تصريين فسوف تكلفك الرحلة 150 يورو
كاترين : و لكن ذلك أغلى من عرض الفندق
علاء : الفندق يعرض غطسة واحدة و امام شاطىء الفندق , أما هذة الرحلة فنحن سنسافر إلى مدينة أخرى و سنقضى اليوم بالكامل هناك و هذا السعر للتنقلات و الطعام ألخ ألخ …. غدآ الساعة الثامنة صباحآ ستأتى السيارة لتأخذك من الفندق
كاترين : تبدوا رحلة ظريفة , وهو كذلك , أتفقنا , سوف أدفع لك المبلغ غدآ عندما نلتقى
علاء : و هو كذلك
عيسى بالعربية : هكلم أحمد أظبط معاه و اكلم السواق إللى طالع معانا بكرة بالجروب الأيطالى يعدى على الفندق بتعها يخدها من من هناك , قشطة ؟ …… بس أنت لية فحتها فى السعر كدة ؟ الرحلة بنعملها بص التمن
علاء : دى بنت كلب , بتمثل عليا , خلاص ادفعى يا روح أمك
عيسى : أللى انت شايفه يا كبير
علاء و هو يبتسم لكاترين : أتفقنا على كل شىء و السعر الذى حصلتى عليه ممتاز , انتى محظوظة أنك قابلتنى
كاترين : شكرآ جزيلآ , أراك غدآ …… هل يمكن ان توقف سيارة أجرة لى لتقلنى إلى الفندق ؟ لقد تأخر الوقت و اود أن أستعد للرحلة غدآ
علاء بدهشة : هل تتركى هذا المكان الجميل و تذهبى للنوم , يمكننا الذهاب إلى الدسكو أن أردتى
كاترين : حققى أود و لكنى أفضل النوم للأستعداد لرحلة الغد
علاء : كما تحبين
قام الجميع و اتجهوا إلى موقف السيارات الأجرة و أستلقت كاترين أحداها و هى لقول لعلاء
كاترين : أراك غدآ
علاء : أراكى غدآ
30.064742
31.249509