الصمت الأنتخابى

و بداء الصمت الأنتخابى و كأنه العد التنازولى لنهاية الثورة , 48 ساعة تفصلنا عن بدأ أول أنتخابات رئاسية حقيقة من المفترض أن تكون ديمقراطية و نزيهة فى مصر التى لا يذكر التاريخ أن تم أختيار رئيس البلاد بالأنتخاب المباشر من الشعب , رغم الأحساس الجميل بالتجربة التاريخية التى نمر بها و التى يفتخر كل معظمنا معاصرة هذة الأيام إلا اننى اترك الجميع و أذهب للجلوس فى مكان بعيد عن الحشود و عن الضوضاء و أسأل نفسى هل لذلك سالت الدماء ؟ هل لذلك تعرضت للغاز المسيل للدموع و المطاطى و الخرطوش و الرصاص الحى الذى كان ممكن جدآ أن تستقر أحدا هذة الطلقات فى مكان ما فى جسدك لتقتلك أو تصيبك بالشلل , معذرتآ ’ نعم أعتذر للجميع على تعكير جمال الصورة و المشهد و هذة اللحظة الحلوة و لكنى عندما أدفع ثم شىء أنتظر المقابل أنتظر شىء يساوى ما دفعت من ثمن , لن ادفع ألف جنية فى حذاء أو بنطلون لا يساوى 50 جنيهآ , لا لم أكن أسعى يومآ لهذا و لم أكن يومآ أبتغى الأصلاح بل كنت دومآ أبحث عن التغير , التغير الجذرى الشامل فى كل شىء حتى فى فكر الشعب و المجتمع حتى نكون شعب لا يخشى إلا الله و لا يسكت على ظلم لأى أنسان , كل ما حدث هو بدلنا بعض الأسماء بأسماء أخرى و بعض الوعود البراقة التى يصعب على تصديقها العيب ليس فى رأس النظام و لم يكن يومآ فى رأس النظام بل كان مبارك أحسن ممثل لأسواء ما فينا , فبدلآ أن نثور على أنفسنا و على مبارك فى نفس الوقت أكتفينا بتنظيف الشارع بعد الثورة و عاد الجميع لما كان عليه من قبل , و بدأ صراع الشهرة و الكراسى و الكل يتحدث بأسم الشعب , سوف يفوز من يفوز و سوف يحكم من يحكم و ربما سيكون هناك بعض التغير البسيط الغير ملحوظ ولكن لن يتغير الشعب و لن تتغير أفكاره مع تغير بعض الأسماء الحاكمة , أعتذر مجددآ لجرعة الأحباط و لكن هذا ما أرى و هذا ما أشعر به و لن أعترف بتغير فى هذة البلد حتى يقف المصرى أحترامآ للأشارة الحمراء الساعة 2 صباحآ فى مدينة 6 أكتوبر وحيدآ فى أنتظار أن يتغير اللون إلى اللون الأخضر , لن أعترف بأى تغير قبل أن يستطيع الفرد الحصول على وظيفة بدون وسطة و يستطيع الحصول على حقه بدون كارت من محمد مرسى أو عبد المنعم أبو الفتوح أو حتى شفيق أو موسى , سوف أطمأن للعيش فى هذة البلد عندما أترك بنتى تدرس فى مدرستها و أعلم أنها لن تحتاج إلى مراجعة منى فى المنزل لأن المدرس قام بعمله على أكمل وجه .

معذرتآ فنحن فى بداية المسلسل , مسلسل التغير الفعلى للشعب المصرى و القصة طويلة و معقدة و تحتاج إلى تخطيط طويل و ليس 100 يوم لفعل كذا أو 24 ساعة لأاعادة الأمن … ألخ ألخ ألخ , فهذا الشعب طبّع على أسلوب تفكير و أسلوب حياة صعب جدآ جدآ أن تغيره فى ليلة و ضحاها و هذا هو التحدى الحقيقى الذى يواجهه الشعب  أو بمعنى أصح من بيدهم السلطة أيآ من كانوا , فالطعام و رصف الطرق ما أسهلها من أهداف و لكن تغير عادة شعب إلى الأفضل يعتبر مهمة الأنبياء و هذة من أصعب المهام ولكن إن أستمر أسلوب تفكرنا هكذا لا أتوقع أى تغير فسيظهر أحمد عز جديد و زكريا عزمى جديد و كمال شازلى جديد و نعيد الكرة من الأول , و لكن الجيد فى ما يحدث هو تأثير الشباب الواضح فى كثير من الأمور و الأحداث التى أتمنى أن تخيب ظنى و ينجحوا فى تغير المنظومة من جزورها و بناء منظومة جديدة تقفذ بهذة الأمة للأمام .

Leave a comment