أضراب المعلمين و أضراب العمال …… ثورة لا تنتهى ضد الظلم

فعلآ , إللى أيده فى الماية مش زاى إللى أيده فى النار

بالتأكيد سمعت عن هذا المثل من قبل , و كل ما يحدث من صراعات و أضرابات عمالية تأتى من منطلق ” إللى أيده فى الماية مش زاى إللى أيده فى النار ” , كنت قد و صلت لقناعة داخلية غير معلنة أننا قد فشلنا , نعم فشلت الثورة و أنتهت و لم يعد فى الأمكان أفضل مما كان , أنتهى الحلم الجميل , لم أستطيع الأنضمام إلى الناس الذين يشعرون بالسعادة لما حققته ثورتنا المجيدة من أزاحة مبارك و سجن بعض رموزه و لم أستطيع الأقتناع أننى حققت الهدف الذى بدأت من أجله الثورة , رغم أنى من المفترض أن أكون فى منتهى السعادة بعد ان كانت أقصى طموحاتى هى أزاحة حبيب العدل , ولكن بعد فى الواقع الثورة لم تنتهى لأنها لم تبدأ فى الأصل يوم 25 يناير , ربما يوم 25 يناير هو اليوم الأشهر و لكن الثورة كانت قد بدأت منذ زمن بعيد و بما أننى كنت من الثوريين الكرويين لم أرصد تلك الثورة من بدايتها و لكن لا أحد ينكر أبطال المحلة الذين أركعوا الحكومة سنة 2008 و الأضرابات و الأعتصامات التى سبقت 2008 , هنا بدأ الثورة المصرية و هذة الثورة لم تنتهى بعد لأن أصحابها لم يحصلوا على حقوقهم بعد .

خرجنا يوم 25 يناير و أستمتعنا أنا و من أمثالى أصحاب الأجور المرتفعة و أظهرنا حبنا لبلد بالأغانى و الشعارات و معظمنا عاد إلى منزله و عمله و هو الأن يدافع عن الأنجاز العظيم بأزاحة مبارك و فى الواقع أصحاب الثورة الحقيقيين لم يحصلوا على حقوقهم بعد , أضراب المعلميين الذى بدأ منذ أيام هو أستكمال للثورة , أضرابات العمال فى المصانع هو أستكمال للثورة , أن أردت أن تعرف ما هى الثورة أرجوك أترك مكتبك المكيف و سيارتك الجميلة و  أترك فكرة ندع المجلس يكمل عمله و لو مؤقتآ و أستمع إلى المدرسيين المضربيين لماذا يضربون و العمال فى المصانع العامة التى تم خصخصتها لماذا يضربون , هل تعتقد أنهم يعشقون الأضرابات ؟ هل تعتقد أنهم يفضلون النوم فى المصنع على النوم فى منازلهم , أرجوك راجع نفسك , هؤلاء ليسوا أعدأ للوطن أو عملاء ممولين من الخارج كما يحب البعض تصديق هذة الأكاذيب ليبرر لنفسه تكاسله عن مساعدة الثورة الحقيقية و أكرر الحقيقية .

عندما يكون مرتبك لا يتجاوز ال 300 جنية و تكون الوزارة مقتنعة تمام الأقتناع أن مشروع كادر المعلم هو الحل المثالى للمدرس المصرى و أنه لا يستحق أن يطالب بزيادة بعد أختبارات الكادر و حصوله على بضع مئات أضافية تكون زيادة 100% أو 200%  , لا أتذكر الأرقام جيدآ و لكن المعلميين يضربون لكى يحصلوا على حد أدنى 3000 جنية فى الشهر من خزينة الدولة و ليس من جيوب الأهالى الغلابة , عندما تصل مدارسنا إلى مستوى غاية فى الدنو حتى أصبح هدف المدرس هو الذهاب إلى المدرسة للحصول على عدد أكبر من الطلاب يضمهم إلى مجموعته التى يقوم بالتدريس فيها خارج أسوار المدرسة فأنه لا بد أن نتوقف و نفهم لماذا يحدث هذا ولماذا لا تفعل الوزارة أى شىء ضد مافيا الدروس الخصوصية , عندما يكون فى الوزارة مناصب بأسم مستشارين وزارة التعليم لا يفعلون شىء أكثر من نقل المناهج الدراسية من سنة إلى السنة التى تسبقها , فتضع منهج تانية ثانوى لطلاب أولى ثانوى و منهج أولى ثانوى لطلاب ثالثة أعدادى و هكذا , أين التطوير التعليمى فى هذا ؟ أين الخبراء التعليميين ؟الذين يحصلون على الاف الجنيهات لتطوير العملية التعليمية ؟

مستوى متدنى للمدارس

مستوى هابط من المناهج

مستوى فاشل للنظام التعليمى برمته

و يأتى بعض الناس و يقولون , نريد ان نكون مثل تركيا أو  مثل أندونيسيا , كيف و أنت لا تملك أصلآ نظام تعليمى , لا فى القطاع الخاص أو القطاع العام و بالمناسبة أحب أن أذكر أن زوجتى كانت مدرسة فى دولة بولندا , من دول شرق أوروبا التى ينظر إليها الأوروبيين على أنها دولة ناشأة , عملت زوجتى فى بعض المدارس الخاصة التى يدفع فيها أولياء الأمور  الكثير من الأموال تصل مصاريف الطالب الواحد فى المدرسة الأجنبية إلى 40000 جنية فى السنة و مع ذلك تؤكد زوجتى أن هذة المدارس لا تتعدى أنها أستثمار لرجال الأعمال المصريين يحصلون عن طريقها على أموال الطبقة الغنية و لا حصل الطلاب إلا على نادى لولاد الزوات لا أكثر ولا أقل , مستوى تعليمى فاشل , تقوم هذة المدارس بمحاولة أستيراد أنظمة تعليمية أمريكية أو بريطانية و تطبيقها فى مصر فى حين المدارس فى أوروبا تطبق النظام المناسب للبلد فمثلآ بولندا تطبق نظامها التعليمى المناسب لها و كذلك ألمانيا و كذلك فرنسا فلا يوجد ما يسمى بالمدرسة الأمريكية فى ألمانيا إلا للجالية الأمريكية أو المدرسة البريطانية إلا للجالية البريطانية , و ياليتها كانت مدارس أمريكية بحق هنا فى مصر أو  مدارس بريطانية بحق , بل هى نوادى للأطفال لا تؤسس طفل و لا تعلم مراهق أكثر من اللغة الأنجليزية حتى تموت لغتنا العربية , و بالطبع لا يضرب مدرسيين المدارس الخاصة لأنهم فى الأصل لا يعملون بعقد مسجل , فهم فقط مجبرون على العمل لأنهم لو أضربوا بمنتهى البساطة سوف تستبدلهم أدارة المدرسة بمدرسين أخرين فى لمح البصر , فلا حق ولا عقد ولا وزارة تحميهم ولا شىء على الأطلاق

.

أستمر فى العمل و مشاهدة من يقوموا بالدفاع عن البلد بالنيابة عنك , من يقوموا بالحرب بالنيابة , العمال المضريين ينقذون مصر من بطش رجال الأعمال فيحققوا نجاح بعد نجاح فعادت شركة عمر أفندى إلى القطاع العام و سكر الحومدية فى الطريق و كثير من الشركات الخرى التى أنتفض فيها العمال للحصول على مطالبهم المشروعة فى حدى أدنى عادل للأجور يحميك أنت يا من تجلس فى مكتبك فى الشركة فى القرية الذكية و تحصل على أضعاف أضعاف أضعاف مرتب العاملين , يحميك لأنهم حين يحصلون على مرتبات عادلة ستحصل أنت على مرتبك العالى و  تحمى البلد من ثورة حقيقية للجياع .