حوار مع صديقى السلفى

حوار مع صديقى السلفى

كان حديث كأحاديث كل يوم عن السياسة و النظام و الثورة , لم يكن يختلف كثيرآ عن كل النقاشات السابقة ولكن هذة  المرة تطرقنا للحديث عن شىء جديد فى أطار السياسة أيضآ ولكن خارج الوطن , خارج مصر و ما يحدث فى سورية و لبنان و البحرين , الحديث نبهنى إلى نقطة مهمة جدآ , توقفت عندها و لا أزال أقف عند هذة النقطة , دعونى أحاول أسترجع معكم نص الحديث الذى أنقله من الذاكرة و أضيف عليه بعض من الخيال حتى تكتمل الصورة

انا : بشار خلاص كلها كام يوم و يقع

السلفى : أخيرآ …. الله أكبر والله الحمد

انا : بس الحمد لله , أحنا معندناش الطائفية إللى فى سوريا , العلويين الشيعة بيحكموا الأغلبية السنة و عشان كدة الوضع هناك وصل لطريق مسدود

السلفى : الشيعة دول أخطر من اليهود على المسلميين , بيدبحوا المسلميين فى العراق و إيران , الحمد لله بنحقق نصر كل يوم عليهم فى سوريا و البحرييين و يا رب ننتصر عليهم كمان فى لبنان و نخلص من حزب اللات  إللى بيضرب فى السنة إللى على أرض سوريا من داخل لبنان , عاوز ينقذ الشيعى إللى زايه بشار الأسد , السنة أكثرية ولازم ينتصروا على الشيعة الأقلية

أنا : انا الموضوع عندى مش أكثرية أو أقلية , انا الموضوع بالنسبالى ديمقراطية , يعنى الشعوب تختار من إللى يحكمها عن طريق الصناديق , مش بالقتل و السلاح و الدم , يعنى كدة المسلمين أقلية فى بورما يبقى إللى بتحمله الأكثرية فيهم هناك دة صح ؟

السلفى : المسلمين متضطهدين هناك من عشرات السنين و إللى بيحصل فيهم دة أسمه أبادة جماعية , و برضو هنا فى الدول العربية إللى فيها شيعة برضو بيعادو فى أهل السنة و بيقتلوهم

انا : طيب أنت مع إللى بيحصل من السنة فى البحريين فى قمع البحرانيين الشيعة ؟

السلفى : البحرين دى أرض مسلمة يحكمها المسلمين السنة مش لازم يبقى أغلبية عشان يحكموا , المسلميين زمان كانوا لما بيفتحوا بلد كانوا بيحكموا أهلها و المسلمين أقلية و كانوا بيخيروا  أهل البلد بين الأسلام أو الجزية , بمعنى أنه فى الأسلام مش شرط الأغلية هى إللى يكون فى أديها الحكم

انا : طيب أحنا بنتكلم عن الديمقراطية و حكم أرادة الشعب , يعنى إللى يكسب فى أنتخابات البحريين هو إللى يحكم مش شرط شيعى سنى  مسيحى , أى دين ’ المهم المواطن دة بينتمى للبلد دى ولا لأ

السلفى : الديمقراطية بمعناها التقليدى و هو حكم الشعب لنفسه و سن القوانين بما يراها مناسبة له دون الرجوع لشرع الله تعتبر كفر , و كفر بين زاى كفر أبولهب , اما إن كانت ديمقراطية جزئية بمعنى أن تحكم الشريعة فى الأساس و يحكتم الناس فى الأمور الفرعية بالشورى , دة أمر جائز و مفهوش مشكلة , بالتالى مينفعش يتولى الشيعة أمر المسلمين فى البحريين لأنهم خارج الملة ولا يعتبروا مسلمين , و الديمقراطي بمعناها التقليدى هتجيب غير مسلمين يحكموا مسلمين  و هذا لا يجوز شرعآ

انا : بس كدة الدولة هتبقى طائفية و هيفضل فيها مشاكل و صراعات ممكن تولع البلد لو نظرنا للموضوع بنظرة دينية  و كدة مفيش عدل بين أفراد المجتمع و الأسلام عدل و أظن إن الله عاوز حكم العدل بين الناس , المشكلة إن أنت ناظر للصورة بنظرة دينية انا شايفها بنظرة أنسانية و بحاول أعدل , زاى ما أنا عاوز عدل بين الناس أكيد باقى الطوائف عاوزة عدل بين الناس

السلفى : هى دى نقطة الخلاف , انا شايفها من منظور دينى و ربنا قال ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين “

و دة معناة أننا كلنا كمسلمين لازم نفكر من وجهة نظر دينية , أما لو بتفكر من وجهة نظر لا دينية يبقى كدة بنفصل الدين عن السياسة و دة شىء غلط لان الأسلام دين و دولة و يشمل كل نواحى الحياة و العلمانية إللى هى فصل الدين عن الدولة تعتبر كفر

انا : الشريعة لابد ان تتطبق و دة بأمر من ربنا و قال كدة فى القرآن بس المشكلة أى شريعة و بتفسير مين , بتفسير الأزهر ولا تفسير السلفيين ولا تفسير الأخوان ولا تفسير الصوفية ولا ولا ولا

السلفى : مفيش تفاسير كتير ولا حاجة دة كلام بيحاول الأعلام الكاذب أنه يوهم الناس بيه عشان نسيب الشريعة و نمشى على المبدأ العلمانى إللى هو فصل الدين عن الدولة

انا : بس فى أختلاف

السلفى : نسبته قد أية ؟ 50% ؟ 80% ؟

انا : طبعآ مش هقدر أقولك فى فرق نسبته قد أية بس فى أختلاف و بدليل أن الأزهر وافق على وضع كلمة مبادىء الشريعة بدل أحكام الشريعة فى الدستور الجديد و كمان وافق عليها الأعضاء السلفيين من حزب النور

السلفى : أولآ هيىئة علماء الأزهر موفقتش على كلمة مبادىء , إللى وافق عليها هو الطيب شيخ الأزهر إللى متعين من نظام مبارك , ثانيآ : حزب النور و بكار المتحدث الرسمى بتاعهم قال أن الحزب وافق عشان كان فى ضغوط رهيبة عليهم انهم يوافقوا على الكلمة دى لكن فى الواقع هم رفضين رفض تام لكلمة مبادىء و كانوا عاوزنها أحكام الشريعة

انا : بس أحنا كدة بنتكلم من وجهة نظر مختلفة و مش هنوصل لحل عشان أنت بتتكلم من وجهة نظر دينية و بالتالى المسيحى له وجهة نظر و الشيعى له وجهة نظر و كل واحد له وجهة نظر و مش هنتفق فى الأخر لو كل واحد اتمسك بدينه و انا بتكلم من وجهة نظر أنسانية و عدالة أجتماعية و ……

السلفى : تقصد من وجهة نظر غير دينية … يعنى لا دينية … يعنى علمانية

انا : سميها زاى ما تسميها بس انا عاوز المجتمع يكون مستقر عشان نبتدى نبنى فى البلد و نتقدم زاى تركيا و أندونيسيا و باقى الدول دى

السلفى : يبقى أنت عاوزها لا دينية , انا عاوز اتقدم ولكن من خلال الأسلام و أحكام الأسلام إللى وصلت العرب إلى قمة التقدم و الرقى و الوصول لحكم الأندلس إللى هى أسبانيا و البرتغال دلوقتى

 

هنا انتهى الديث بينى و بين صديقى و كل منا على موقفه ولكن فى داخلى ظهرت أسألة أخرى بينى و بين نفسى لم اجد لها أجابة حتى كتابة هذة السطور :

– هل العدل الذى نبحث عنه بين جميع المواطنين يختلف عن عدل الأسلام ؟

– هل انا بهذا التفكير أكون خارج الملة أو خارج الأسلام لأننى أبحث عن أسلوب حياة غير دينى على المستوى السياسى ؟

– لماذا تقدمت تركيا التى تتطبق العلمانية كاملة فى حين انهارت السودان و الصومال عند محاولة تتطبيق الشريعة ؟

– هل من حق الشيعة حكم دولة يسيطر عليها أقلية سنة و لها ملك سنى و هم أغلبية و ربما يرتكبوا مجازر ضد السنة كما يحدث فى العراق و بورما , و هل هذا خروج عن أحد ثوابت الدين ؟

لماذا لن تتغير الشرطة المصرية .. و تجربة القرود الخمسة @olva

Image

 

وضع مجموعة من العلماء، خمسة قرود في قفص واحد، كما وضعوا في وسطه سلم، وفي أعلاه وضعوا بعض الموز
وقاموا بالتجربة التالية:

في كل مرة يحاول أحد القرود تسلق السلم لأخذ الموز، يقوم العلماء يرش باقي القرود بالماء البارد المزعج.
وبعد عدة محاولات من القرود الخمسة تسلق السلم لاخذ الموز، فقد ظهر سلوك معين لدى القرده، اذ اصبحوا يقومون بمنع و ضرب كل قرد يحاول تسلق السلم حتى لا يرشهم اخد بالماء البارد المزعج.
وهكذا ترسخ السلوك بالقرده مع مرور الوقت ولم يجرؤ أي منهم ان يصعد السلم لأخذ الموز، خوفا من الضرب، بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد.
ومن الطبيعي ان أو ما يقوم به القرد الجديد هو محاولة صعود السلم ليأخذ الموز، لكن على الفور فان الأربعة القردة الباقين يضربونه ويجبرونه على النزول
بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري السبب
قام العلماء أيضا بتبديل قرد آخر من القدامى بقرد آخر جديد، وحل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لا يدري لماذا يضرب، وهكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة، حتى تم تغيير كافة القرود الاولى وصار في القفص خمسة قرود جديدة لم يرش عليهم ماء بارد أبدا، ولا يعرفوا شيء عن ذلك الماء البارد المزعج، لكنهم استمروا بنفس السلوك، اذ كانوا يضربون أي قرد تسول اليه نفسه صعود السلم دون أن يعرفوا ما السبب

لو سألنا القرود: لماذا تضربون القرد الذي يصعد السلم؟
أكيد سيكون الجواب: لا ندري، ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا يصنعون هكذا.

عملياً هذا ما نطبقه نحن في أعمالنا وحياتنا اليومية، فنبقى في الروتين خوفاً من التغيير.

لذلك لن تتغير الشرطة المصرية و يجب وقف كل الضباط و أستبدالهم بنظام جديد تمامآ و أفراد جدد تمامآ